عباس لم يتوزّر للحافظ قطّ، ولعله غلط فى السنين، أو من ناسخ الجزء وقع السهو والله أعلم.
ونحن نذكر الواقعة، ولعلّها كانت فيما يأتى من خلافة الظافر فنقول:
كان سبب تسلم الفرنج عسقلان أنّ رأس الإمام الحسين بن على ابن أبى طالب عليهما السلام كان قد طيف به البلاد عند قتله، ودفن بعسقلان قريبا من حيط الجامع القبلى بين العمودين. فأقام من ذلك التاريخ إلى (ص ٢٩٩) هذه المدّة. فذكر لعباس المذكور فى حال وزارته للظافر وصحّ عنده الخبر وثبت ذلك إثباتا جيدا، فكاتب الفرنج واتفق الحال بينهم أن يسلّمهم عسقلان ويتسلّم الرأس الشريفة، فأحضرت (كذا) الرأس إلى القاهرة المعزية ودفن بالمشهد الحسينى فى شهر ربيع الأول، وقيل ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمس مئة وهو الصحيح، وأحضر صحبة تميم المعروف بالأمين.
وقيل فى هذه السنة كانت وفاة الحافظ خليفة مصر، وولاية الظافر والصحيح أنّ ذلك فى سنة أربع وأربعين والله أعلم.
وفيها نزل ملك الألمان على دمشق وخيّم من جهة باب الجابية،