وكان فى خلق عظيم ما مقداره أحد عشر ألف مقاتل، وكان بدمشق أناس قليلة من الجند وكانوا شجعان.
منهم: الحبق، وطرعق، وبلق، ومجاهد الدين بزان، وعين الخواص المسمى الزّىّ، وإسرائيل، والبصّارو، والسليمانى، وغيرهم من الأمراء الشجعان، فتحالفوا بالطلاقات أنهم لا يرجعوا عن الملاعين ولا يغلقون لدمشق باب ليلا ونهارا، ولا يحمل أحد منهم إلا ويواصل الضرب. ثم إنّ الفرنج ثانى يوم شربوا وطابوا وصلّوا صلاة الموت وقدّموا قدّامهم الأقسسة بالإنجيل، والذى حامله راكب حمار (كذا) وفى يده صليب الصّلبوت. ولم يزالوا كذلك إلى أن وصلوا القنوات قدّام باب الجابية. فرمى رجل من المسلمين يقال له كبك القسّيس الذى على رأسه الإنجيل بفردة ياشج فى صدره مرقت من ظهره، فوقع، وحمل آخر يقال له ابن جمّار، وضرب صاحب العلم الكبير فجدّله، فولّوا (كذا) الملاعين على أعقابهم مدبرين، وقتل أهل دمشق منهم خلقا كثيرا، وقتل (ص ٣٠٠) فى هذه النوبة الفقيه الفندلاوى المالكى، وكان يحمل على الفرنج ويقول: قد بعت نفسى عسى تشترى.