الرابع من شهر رمضان، وقيل شعبان وهو الصحيح، ودخل ابن السلاّر خامس الشهر المذكور. فتولّى تدبير الأمور، ونعت بالسيّد الأجلّ الأفضل، ثم نعت نفسه بالعادل بن أسبا سلار، ثم جمع نجم الدين ابن مصال جمعا كثيرا، فخرج له عباس، وكان يومئذ والى الأعمال الشرقية، والتقى مع نجم الدين، وكسره وقتله، وقتل من جمعه تقدير عشرة آلاف نفر، (ص ٣٠١) وأخذ رأسه ودخل به على عود عال إلى القاهرة، وذلك يوم الخميس ثالث عشرين ذى القعدة من هذه السنة.
واستمرّ العادل ابن السلار فى تدبير المصالح، وتزوج بامرأة حسناء مفرطة فى الجمال كان عبّاس متولّى الشرقية قد ملك عليها، ولم يعبر بها.
فبلغ ابن السلار ما هى عليه من الجمال فغلب عباس عليها وتزوّجها.
وكان لها ولد يضاهيها فى الجمال يسمّى نصرا، فحصل بين <ابن> السلاّر وبين عباس الوحشة والتنافس، وخرج عباس إلى محل ولايته بالشرقيّة، وعاد كالعاصى على ابن السلاّر، وكلّ منهما يداهن الآخر ومحترز منه، وجرى بينهما أحوال كثيرة، فشرع عباس يراسل نصرا ابن زوجة ابن السلاّر ويداهنه ويوعده ويمنيه حتى استماله، وعمل الحيلة على زوج أمّه ابن السلار حتى قتله، وذلك يوم الخميس سنة ثمان وأربعين