وخمس مئة، ووصل عباس يوم الجمعة صبيحة قتله ابن السلار، وخرجت له خلع الوزارة، ولقّب بالمظفّر عباس أمير الجيوش ولم يزل كذلك، وتزّوج أمّ نصر، وعاد لا يقطع أمرا دون ذلك الصبىّ نصر، إلى أن قتلا الظافر وقتلا بعده حسب ما يأتى:
وفيها كسر نور الدين محمود بن الملك زنكى من الفرنج، كسروه على ريحه (؟) ثم جمع وحشد واهتمّ وخرج إليهم، وكان ملكهم يومئذ صاحب أنطاكية، فكسرهم كسرة شنيعة وأسر ملوكهم.
وقتل فى هذه النوبة ملكهم البرنس، وقام مكانه ولده بيمند.
وكان طفلا، فتزوّجت أمّه كبيرا من كبرائهم لتدبّر حال الطفل، فغزاهم أيضا نور الدين وكسرهم، واستأسر ذلك الكبير الذى تزوجته الملكة، فامتدحه محمد بن صغير القيسرانى:
هذى العزائم لا ما تدّعى القضب ... وذى المكارم لا ما قالت الكتب
وهذه الهمم اللاّتى إذا خطبت ... تعثّرت خلفها الأشعار والخطب
صافحت يابن عماد الدين ذروتها ... براحة للمساعى دونها التعب
وهى طويلة وهذا ملخصها.
وفيها نزل مسعود بن قليج أرسلان على مرعش، وأخذها بالسيف عنوة.