وفيها استقر (كذا) مملكة نور الدين محمود بن أتابك زنكى بدمشق بعد وفاة أبيه أتابك رحمه الله، وملك أيضا حمص وفامية، واتّسع سلطانه. (ص ٣٠٢).
وكان الجوسلين صاحب تلّ باشر وإعزاز وعينتاب والراوندان ورعتات وغيرهم من الحصون على المسلمين منه ضرر كبير مما يغار (كذا) عليهم، وكان شديد البأس، شجاعا فى الحروب، مقداما جسورا، وكان مولعا بحبّ النساء الحسان. فجهّز إليه الملك العادل نور الدين محمود جيشا كثيفا فكسره الجوسلين، ولم يفيد (كذا) فيه شئ. فعظم على نور الدين، فاحتال عليه ودسّ جماعة من التركمان وقال لهم: من أتانى به أو برأسه فله حكمه علىّ. فتجهز عليه طائفة من التركمان فنزلوا عينتاب وفيهم امرأة لم يكن أجمل منها، فجعلوها فى طريق الملعون جوسلين لعلمهم بولعه بالنساء الحسان، كأنها تحتطب، وكمنوا (كذا) له الرجال من التركمان. فلما بلغ جوسلين نزول التركمان بعينتاب خرج بنفسه وقد سكر بالخمر، ولم يستصحب معه أحدا لظنه بنفسه وشجاعته. فمر بطريقه إلى تلك الامرأة، فلما رآها ذهل عقله، فراودها فأنعمت له، وأتت به إلى تحت شجرة بالقرب من كمين التركمان. فلما صار عليها ضمّت رجليها عليه ويديها، وخرجوا عليه