فأخذوه أخذا بالكفّ، وأتوا به إلى نور الدين وهو نازل على حمص، فأعطى التركمان عشرة آلاف دينار والمرأة ألف دينار.
ثم إنّ نور الدين أخذ منه سائر ما كان بيده من القلاع والحصون، ثم قتله بعد ذلك وأراح الله المسلمين منه ومن شره.
وفيها تسلّم نور الدين شيزر لمّا هدمتها الزلزلة، وانقطع ملك بنى منقذ، ووهب لأخيه نصرة الدولة حرّان وضياعها.
وفيها مطرت باليمن مطرا كلّه دم عبيط، وانصبغت الأرض منه وكان آية عظيمة.
وفيها أطلق الفرنج ابن أخت ملك الفرس، وكان أسيرا عند المسلمين، فحملوا (ص ٣٠٢) للمسلمين أشياء عظيمة القدر من جملتها خمس فروش لؤلؤ، وأفدوه بألفى وسبع مئة أسير وخمس مئة ثوب أطلس.