الميدان، والفرس فى قوة جريه، فيصدمه بصدره فيوقفه. وكان ستين رطلا بالبغدادى رمحه. وكان إذا تقابلت الصفوف فى وقت المصافات يبرز إلى الميدان ويطلب المبارزة، فلا يجسر أحد أن يخرج إليه. وله أحوال كثيرة لا يمكنى ذكرها، تخامر العقول لا تصدق.
يقول هكذا الملك الكامل. ثم إن ولده شاذى كان يقاربه فى بعض شجاعته، فصار فى جملة جيش أتابك زنكى أبو نور الدين محمود، وتقرّب بشجاعته حتى صار أمير علم عند أتابك زنكى، وحظى عنده، وتربى أيوب ولده مع محمود بن أتابك.
قال ابن واصل صاحب تاريخ حماة فى نسب آل أيوب: لا خلاف فى أن الملك الأفضل نجم الدين أيوب، والد الملوك الأيوبية، وأخاه الملك المجاهد أسد الدين شيركوه، هما ابنا شاذى بن مروان. ثم قيل إن مروان هو ابن محمد بن يعقوب.
واختلف الناس فى أصلهم، فذكر عز الدين بن الأثير أن أصلهم من الأكراد الروادية وهم فخذ الهذبانية. وأنكر ذلك جماعة من بنى أيوب، النسبة إلى الأكراد، وقالوا إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد، وتزوجنا منهم. وادعى بعضهم النسب إلى بنى أمية. وكان الملك إسماعيل بن سيف الإسلام ظهير الدين طغتكين بن أيوب -صاحب اليمن بعد أبيه [سيف الإسلام ظهير الدين]-يدعى ذلك، ولقب نفسه المعز لدين الله، وخطب لنفسه بالخلافة باليمن، وذلك فى أيام عمه الملك العادل [سيف الدين أبى بكر] بن أيوب. فلما بلغه ذلك صعب عليه، وقال: كذب والله، ما نحن من بنى أمية أصلا.
والذين ادعوا هذا النسب قالوا: أيوب بن شاذى، بن مروان، بن الحكم، ابن عبد الرحمن، بن محمد، بن عبد الله، بن محمد، [بن محمد]، بن عبد الرحمن،