للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد عجبوا لأهل البيت لما ... أتاهم علمهم فى مسك جفر

ومرآة المنجم وهى صغرى ... أرته كل عامرة وقفر

ومسك جفر تقال بفتح الميم من مسك، وفتح الجيم من جفر، وهو من أولاد المعز، ما بلغ أربعة أشهر وجفر جنباه، وفصل عن أمه. وكانت عادتهم-فى ذلك الزمان-يكتبون فى الجلود والعظام والخرق وما شاكل ذلك، والله أعلم.

...

ولنعود إلى سياقة التاريخ بمعونة الله وحسن توفيقه.

وفى هذه السنة وهى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، خرج شاور المقدم ذكره من الصعيد بجموع كثيرة، فعبر واحات، واخترق تلك البرارى، إلى أن خرج من عند تروجه، وتوجه إلى القاهرة فى شرح طويل آخره أنه قهر العادل رزيك بن الصالح طلائع، وقتله فى العشر الأول من صفر من هذه السنة، وأخذ موضعه من الوزارة، واستولى على الأمر، ونعت نفسه بأمير الجيوش، وقتل عليا زمام القصر، وولى لؤلؤ الصقلبى عوضه، وأعاد الحكم إلى يونس القاضى. واحتوى على أموال بنى رزيك. ولم يزل أمره مستقرا إلى العشر الأخير من رمضان من هذه السنة، فخرج عليه أبو الأشبال ضرغام بن عامر بن سوار، الملقب فارس المسلمين، اللخمى المنذرى، نائب الباب، بجموع كثيرة، وغلبه، وأخرجه من القاهرة. وقتل ولده طيا، وولى الوزارة، كعادة المصريين. وتوجه شاور طالبا للشام، مستجيرا بنور الدين الملك العادل محمود بن أتابك زنكى. وأقام ضرغام وزيرا بالديار المصرية، ولقب بالمنصور إلى جمادى الآخرة من سنة تسع وخمسين وخمسمائة، حسبما يأتى من ذلك.