فأشار إليه أن اقتصر على هذا البيت، وأمر له بألف دينار.
ولما تمهدت له القواعد وانتهت أيامه، خرج من مدينة مراكش إلى مدينة سلا، فأصابه بها مرض شديد، وتوفى فى العشر الأخير من جمادى الآخرة من هذه السنة، وهى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وقيل: بل كانت وفاته سنة ستين وخمسمائة، والله أعلم.
وقيل: كانت ولادته سنة تسعين وأربعمائة، وقيل غير ذلك. وإنما نسبته بالكومى، فهى نسبة إلى كومية وهى قبيلة صغيرة تنزل البحر من أعمال تلمسان.
ومولده بقرية هناك يقال لها تاجرة. هذا ما ذكره القاضى شمس الدين بن خلكان فى تاريخه من نسبة عبد المؤمن. وذكر كتاب الجفر فقال: ذكره ابن قتيبة فى أوائل كتاب الاختلاف فى الحديث، فقال بعد كلام طويل: وأعجب من هذا التفسير تفسير الروافض القرآن الكريم، وما يدعونه من علم باطنه بما وقع إليهم من كتاب الجفر الذى ذكره سعد بن هارون العجلى، وكان رأس الزيدية، فقال:
ألم تر أن الرافضين تفرقوا ... فكلهم فى جعفر قال منكرا
فطائفة قالوا إمام ومنهم ... طوائف سمته النبى المطهرا
ومن عجب لم أقضه جلد جفرهم ... بريب إلى الرحمن ممن تجفرا
والأبيات كثيرة، وإنما المقصود ذكر كتاب الجفر. قال القاضى ابن خلكان:
قال ابن قتيبة، وهو جلد جفر، ادّعوا أنه كتب لهم فيه الإمام كل ما يحتاجون إليه وإلى علمه إلى يوم القيامة. قال: وقولهم الإمام يريدون به جعفر الصادق، رضى [الله] عنه. وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعرى أيضا فى قوله: