للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دع مهجة المشتاق مع أهوائها ... يا لائمى ما أنت من نصحائها

جاءتك أرض القدس تخطب ناكحا ... يا كفؤها ما العذر من عذرائها

زفت إليك عروس خدر تنجلى ... ما بين أعبدها وبين إمائها

إيه فخذها عاتق بكر فقد ... أضحت ملوك الأرض من رقبائها

كم طالب لجمالها قد ردّه ... عن نيلها أن ليس من أكفائها

وهى طويلة، وهذا ملخصها.

ومن شعر المظفر أيضا يخاطب عمه:

أصلاح دين الله أمرك طاعة ... فمر الزمان بما تشاء فيفعلا

فكأنما الدنيا ببهجة حسنها ... تحلا علىّ إذا رأيتك مقبلا

وكان-رحمه الله-فاضلا، متأدبا، حسن الشعر. وكان أخوه عز الدين فرخشاه نظيره فى ذلك. وأتى بيت الملك المظفر جميعهم كذلك. وناهيك بولده الملك المنصور، وسيأتى من ذكره ما يؤيد القول إنشاء الله تعالى. وكان السلطان صلاح الدين يحب الملك المظفر تقى الدين أكثر من محبته لسائر أهله، لما كان قد خص به من الشهامة والنجابة والإقدام العظيم، ولفرط طاعته لعمه صلاح الدين. ولأنه كان ألصقهم إليه قرابة، لأن والد المظفر، ركن الدين شاهنشاه-رحمه الله-كان أخا صلاح الدين لأمه وأبيه؛ والملك العادل، وتاج الملوك، وسيف الإسلام، كانوا إخوته لأبيه فقط.

وقتل ركن الدين شاهنشاه شهيدا على باب دمشق لما حاصرها الفرنج، ولم يدرك الدولة الأيوبية.

ثم وردت قصيدة القاضى هبة الله بن سناء الملك، يقول:

لست أدرى بأى فتح تهنّا ... يا منيل الإسلام ما قد تمنّا

أنهنّيك إذ تملكت شاما ... أم نهنيك إذ تملّكت عدنا

قد ملكت الجنان قصرا فقصرا ... إذ فتحت الشآم حصنا فحصنا

قمت فى ظلمة الكريهة شمسا ... فالبدر لا شك يطلع وهنا