للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله فى الغزل:

ولما بدا خط بخد معذبى ... كظلمة ليل فى ضياء نهار

خلعت عذارى فى هواه ولم أزل ... خليع عذار فى جديد عذار

قلت: وقفت على ترسل ابن الصيرفى المصرى-وكان إمام الكتاب بالديار المصرية فى المائة الخامسة-ولعل الحاذق الفطن إذا أمعن النظر فى ترسّل هذا الرجل المذكور، يجد القاضى الفاضل مستمدّا منه.

ومن ملح ترسله قوله: وجاءت غربان الماء تحكى قطع السحاب فى أديم السماء، يحسب الناظر أنها ركائب قد طفت فى بحر السراب، أو جفون محدقة والمجاديف لها أهداب.

ونظرت فى مجموع بيتين فى غاية الرقة. يقول جامعه: هو لابن الصيرفى-فما أعلم هو هذا ابن الصيرفى أم غيره-وهما:

توهمه قلبى فأصبح خده ... وفيه مكان الوهم من نظرى أثر

ومرّ بقلبى خاطرا فجرحته ... ولم أر جسما قط يجرحه الفكر

ومن المحفوظ فى المعنى:

نظرت إليه نظرة فتحيّرت ... دقائق فكرى فى بديع صفاته

فأوحى إليه القلب أنى أحبه ... فأثر ذاك الوهم فى وجناته

ومن المحفوظ أيضا:

دعوت بماء فى إناء فجاءنى ... غلام به خمر فأوسعته زجرا

فقال هو الماء القراح وإنما ... تجلّى له خدى فأوهمك الخمرا

ومن المحفوظ أيضا:

وقد كنت مستعن بلحظك وحده ... فكيف وفيه سبعة خيرها شرّ

سقام وأسد ضاريات وأسهم ... وسمر القنى والسحر والسيف والخمر