وفيها ملك السلطان علاء الدين خوارزم شاه بن تكش كرمان ومكران.
ثم ملك فى هذه السنة السند واتصل ملكه إلى أطراف الصين.
وفيها سيّر الملك الظاهر صاحب حلب يطلب زوجته ضيفة خاتون من عمه الملك العادل، وتقرير العقد. وسير فى قبول ذلك القاضى بهاء الدين بن شداد. وسيّر معه أشياء كثيرة من الخلع والإنعامات على سائر الأمراء والأعيان. ولما وصل إلى دمشق خرج إليه الأمراء الكبار وحكام الدولة، وتلقوه مع جميع العساكر، وأحضره إلى القلعة. وكان يوما عظيما ما شهد مثله. وكان النائب عن الملك العادل فى قبول العقد شمس الدين التيتى، وعقد العقد على مهر مبلغه خمسون ألف دينار ولحوقاتها.
ثم نثر الذهب على رءوس الناس. وجهز السلطان بعد ذلك ضيفة خاتون. ثم وصلت إلى زوجها الملك الظاهر، وخرج تلقاها بنفسه-من أول أعمال حلب-بسائر جيشه. وكان عبورها إلى قلعة حلب يوما مشهودا.
قال ابن الأثير فى تاريخه: إن من جملة ما وصل معها من التحف والقماش والمصاغ ما حمله مائة وخمسون بغلا. وقال أبو المظفر صاحب التاريخ: كان فى جملة الجهاز ثمانون هاون ذهب برسم المطبخ، ومائة هجين قماش ملبوس وغيره، وثلاثمائة حمل جمل فرش وطرح، وأنظاره زركش وغيرها. ومن الجوار الصغار أربعمائة وصيفة ترك وقفجاق، ومن الجوار الكبار فى المحامل والكجاوات ما يحمله ألف جمل. وكان فى خدمتها مائة جارية مطربة، يلعبون بأنواع الملاهى، ومائة جارية للتطريز. ولمّا دخلت على الملك الظاهر قام لها قائما إحدى عشر دفعة. ثم قدّم لها خمسة عقود جوهر ليس لها قيمة فنذكرها، خارجا عن قلائد العنبر المفصلة باللؤلؤ الكبار، والياقوت البهرمان، ومائتى وسبعون ثوب أطلس معدنى قرمزى، ومثلها