وفيها اتفق الملك الغلاب عز الدين كيكاوس بن كيخسرو السلجوقى مع الملك الظاهر صاحب حلب، على لاون ملك الأرمن. ودخل عز الدين كيكاوس من مرعش ودخل الملك الظاهر من درب ساك، فأحرقوا سيس ونهبوا منها شيئا كثيرا.
قال ابن واصل: إنه لم ينتظم للملك الظاهر وصاحب الروم أمر ولا كان بينهما اتفاق. وإن الملك الظاهر سير استشار السلطان فى ذلك فمنعه. وأن ابن لاون هادى الملك الظاهر وراسله، فحصل الصلح بينهما. ولم يتوجه الظاهر ولا [أرسل] جيشا من حلب إلى معونة كيكاوس صاحب الروم. وذكر ما ذكرناه فى التوجه أبو المظفر، والله أعلم كيف كان.
وفيها أرسل الملك الظاهر القاضى بهاء الدين بن شداد إلى السلطان الملك العادل يسأله أن يكون الملك بعده لولده الملك العزيز ابن بنت السلطان، ولا يغير عليه شيئا بعد وفاته. وطلب بنت الملك الكامل لولده الملك العزيز. فلما قدم بهذه الرسالة قال السلطان:«أما الملك فهو لولده ولا أغير عليه حسبما سأله. وأما الزواج فما هو لى، ولكن امض إلى أبيها الملك الكامل». فمضى إلى الملك الكامل وتحدث معه، فتبسم معه وقال:«من لى بابن عمى وابن أختى، لحمى ودمى». وأنعم له بذلك.
وفى آخر هذه السنة توفى الملك الظاهر صاحب حلب، رحمه الله تعالى. واستقر الملك العزيز صاحب حلب مكان أبيه، ولم يغير عليه شيئا.
قال ابن واصل: كانت وفاة الملك الظاهر ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة وستمائة. وكان كتب وصية أن يكون ولده