القادسية الذى كان خرج مع يزدجرد من العجم. ثم إن أرق تزوج إلى قوم تركمان أصحاب خراكى وبر، فولد له سلجوق جدنا. فلما كان من السامانية ما كان-وهم غلمان عبد الله ابن طاهر بن الحسين بن طاهر-كان سلجوق فى معسكرهم وعديدهم، فعرف بهم. فانظر يا محمد إلى صنع الله تعالى، كيف أعاد ابن ملك القوم حتى عرف بغلمانيه غلمان ابن ابن ابن غلام مرزبان من مرازبة جده يزدجرد، ثم أعاد الله بمنّه وجوده إلى آل سلجوق وبنيه ممالك جدودهم آل ساسان على أحسن دين وأحبه إليه».
قال محمد بن عبد الرحيم: فلم أسمع أطرف ولا أغرب من هذا الحديث. فلما رجعت إلى الملك العادل نور الدين-رحمه الله-حدثته بهذا الحديث، وقدمت إليه ذلك الطبق، فقال:
«هو لك بارك الله لك فيه». فقلت:«يا مولانا إنه لا يصلح أن يكون عند مثلى، وإنما يصلح أن يكون فى ذخائر السلطان». قال: فأمر لى بعشرة آلاف دينار وأخلع علىّ، ثم قال لى:
«يا محمد، والله لمأتاك لى بتحقيق نسبة بنى سلجوق أحب إلى من كل شئ، فإن أبى أتابك زنكى-رحمه الله-كان مملوك البرسلان أبو شجاع عضد الدولة السلجوقى. وكان يقول إن بنى سلجوق من عظم آل ساسان، ولا كنت أعرف كيف ذلك».
قلت: وهذه الحكاية جرى لها نظير، وهى من غريب ما يسمع. وذلك أن لما كان فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة تجاريت مع الشيخ صدر الدين بن المرحل المعروف بابن الوكيل -رحمه الله-فى أصول الناس، وإلى ما يصيروا إليه، فأحكيت له هذه الحكاية، فتعجب لها غاية العجب، وقال:«لا إله إلا الله! هذه والله نظير حكاية الأمير عز الدين أيبك المعظمى صاحب صرخد جدك. تعرفها؟». قلت:«لا والله». قال:
«وقفت على كتاب من خزانته يسمى «الوسائل إلى دقيق المسائل» أجد فيه بخط يده يقول مما عنى بجمعه العبد الفقير إلى الله أيبك المعظمى، وهو ميكائيل بن بهرام ابن مودود بن محمود بن داود أبو شجاع البرسلان السلجوقى». فتعجبت من ذلك، فاجتمعت بجمال الدين بن مصعب-رحمه الله-فى دمشق، فحدثته عن ذلك، فقال:«صدق، هو والله من بنى سلجوق، وأباعوه الخوارزمية للملك المعظم». وهكذا أحكى لوالدى