للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بشئ فأحضرت مرآة مصقولة، وبخّر تحتها ببخور لا أعرفه، وهى معلقة. وأطفأ تلك الشموع. فلما طلع ذلك البخور، عادت تلك المرآة تشرق كالشمس المضيئة، وعاد لها شعاعا يخطف بالأبصار، ولم تزل كذلك ما دام البخور تحتها. ثم قال: «أحضروا الكوز». فأحضر كوز لا أعلم ما طينته، فجعل يصبّ فيه الماء، فيعود فى تلك الساعة خمرا من أطيب خمر يكون وأعطره. فقال: «هؤلاء من ذخائر جدنا ميكائيل ابن سلجوق». قال محمد بن عبد الرحيم: فحملنى الشراب أن قلت: «أعز الله السلطان؛ بلغ المملوك أن سلجوق منتسب إلى ملوك آل ساسان ملوك الفرس». فقال: «من أين لك هذا النقل؟» قلت: «سمعت الملك العادل نور الدين يذكر ذلك». فتبسم وقال:

«صدق السلطان نور الدين، سلجوق يعد سبع جدود إلى يزدجرد بن شهريار آخر ملوك آل ساسان، وذلك أن لما خرج يزدجرد من إقليم العجم خرج معه حزداد بن جرهز أخو رستم صاحب القادسية. وحزداد كان من أكبر مرازبة يزدجرد، فلا زال به حتى سلمه لماهويه، مرزبان مرو، وكتب عليه سجلاّ بتسليمه إياه. ثم أن ماهويه مائل على قتل يزدجرد مع ملك الهياطلة، فقتل يزدجرد. وكان له ولد يسمى بهرام أفيند، دون البلوغ فى ذلك الوقت، فتخفى عند دادة له شفيقة عليه. وملكت المسلمون البلاد منهم، وعادت أولاد ماهويه يعرفون بمرو وتلك النواحى «خدا كسان»؛ معنى ذلك «خانوا عهد الله». ثم إن بهرام أفيند نكر نفسه من الملك، طلبا للحياة، وعاش بمدينة مرو، فولد له ولد فسماه فيروز. ثم ولد لفيروز ولد فسماه تكان.

ثم ولد لتكان ولد فسماه كيكاوس. ثم ولد لكيكاوس ولد فسمّاه كيغلغ. ثم ولد لكيغلغ ولد فسماه أرّق. فأبيع أرق لحسين بن طاهر بخراسان، أباعوه قوم من الخوارج فى أيام المهدى فى حديث طويل. فعاد أرق عند حسين بن طاهر كأحد بنيه لما عرّفه أصله. وكان حسين بن طاهر غلام لشخص يقال له تلكان بن ميسور ابن حنشرة. وحنشرة كان غلاما لحزداد بن جرهز المقدم ذكره أنه أخو رستم صاحب