على الله تعالى ونلقاه بمعونته». فغلب على رأى الخليفة الوزراء السوء، وأثبتوا فى ذهنه أن التتار لا يدوسون له أرض، وإنما هؤلاء يقصدون أن يمنعوا عن بلادهم.
فلم يرد الخليفة له جوابا.
وقد كان التتار لما سمعوا بمظفر الدين تأخروا إلى ورائهم، فإنه كان رجلا شجاعا مقداما. فلما بلغهم أن العساكر تفرقت من على دقوقا نزلوا همذان، وكان لهم بها شحنة، حسبما ذكرناه. فأرسلوا إليه أن «خذ لنا من أهل البلد قماشا وسلاحا ومالا نستعين به»، فأجمع الشحنة أهل البلد، وطلب منهم. وكان أهل البلد قد ضجروا من جور التتار، ومن أخذ أموالهم. وكان بهمذان يومئذ رجل يعرف بالشريف وهو حاكم على أهلها. وكان من كبار المسلمين وخيارهم، وهو من جهة التتار أيضا ليصانعهم عن المسلمين، فاجتمع الناس وأتوا إلى الشريف الهمذانى، وشكوا إليه جور التتار، وما هم فيه من البلاء معهم. فقال:«إذا كنا تحت أمرهم، ما يسعنا إلا نسمع ونطيع». فقال أهل البلد للشريف:«أنت إذا أشد علينا منهم». فقال:
«إنما أنا رجل منكم، ومهما فعلتوه كنت معكم». فعند ذلك جذبت أهل البلد السيوف وقتلوا الشحنة الذى كان عندهم من جهة التتار، وغلقوا باب البلد، وعصوا على التتار. فركبوا إليهم، وحاصروهم، واقتتلوا أشد قتال. وقتل بينهم عالم عظيم إلا أن أهل همذان صبروا صبر الكرام على الموت، والجوع، والعطش، والسهر، وضرب السيوف. ثم إن التتار هجموا عليهم، وأخذوهم، وقتلوا جميعهم.
ولما فرغوا من همذان عاودوا أذربيجان فوصلوا إلى أردويل، فنزلوا عليها