وملكوها. ورحلوا طالبين توريز، وكان قد قام بها شمس الدين الطغرائى، وحصّن البلد أحسن تحصين. فلما علموا ذلك صالحوه أيضا على مال أخذوه. ثم توجهوا إلى بيلقان، وهم يخربون كل ما مروا عليه من البلاد والأقاليم فى طريقهم، فملكوا بيلقان بالسيف عنوة وقتلوا أهله. ثم ساروا إلى كنجة-وهى كرسى مملكة أران.
وعلمت التتار أنهم لا يقدرون على كنجة، ولا على أهلها كونهم رجال شجعان، فصالحوهم على مال أخذوه منهم. ثم ساروا إلى دربند شروان وقصدوا مدينة شماخى فحاصروها، وصبر أهلها أحسن صبر، فأحضر التتار المواشى من الأبقار والأغنام وجيف القتلى، مع الجمال والحمير، وردموا الخندق، وتسوروا عليه إلى السور. فقاتلوهم أهل البلد ثلاثة أيام، ثم ملكوها وقتلوا أهلها. ثم توجهوا إلى بلاد الترك، وهم القفجاق وبلاد اللان وبلاد الروس وغيرهم من الأمم، فلم يقدروا على الجواز إليهم، لضيق المسالك، وكثرة العالم وشجاعتهم، فشرعوا إلى المكر والخديعة، وسيروا رسولا إلى السلطان رشيد شروان شاه صاحب المدائن وصاحب الدربند، يطلبون منه رسلا يسمعون كلامهم ويسعون فى الصلح بينهم، فسيروا إليهم عشرة نفر من عقلاء قومه، فضربوا رقاب عشرة، وأبقوا واحدا منهم، وقالوا له:«أرينا ودلنا على الجواز ونحن نمن عليك بنفسك، وإلا قتلناك»، فأخذهم وسلك بهم طريقا هى أسهل الطرق.
فلما قطعوا الدربند وجدوا من المواشى والأغنام والأبقار فى تلك الأعمال ما لا تحصى كثرة. وفيها جنس يقال له اللان وجنس يقال له اللكز، وهما جنسان عظيمان