وفى شهر شوال من هذه السنة كان طهور الملك العادل بن السلطان الملك الكامل. وركب السلطان وجميع العسكر، ومدّ سماطا عظيما بالميدان الذى تحت القلعة. ثم توجه السلطان إلى ثغر الإسكندرية فى ذى القعدة.
وفيها قدم رسول الأنبرور ملك الإفرنج على الملك المعظم صاحب الشام، بعد اجتماعه بالملك الكامل، بطلب الفتوح الصلاحى. قال أبو المظفر: وأغلظ له المعظم فى الجواب، وقال:«قل لصاحبك ما أنا مثل الغير ما له عندى إلا السيف».
وفيها كانت الوقعة بين التتار وبين السلطان جلال الدين. وكان أولاد جلال الدين وحريمه بتبريز. وبلغه أن التتار قاصدين أصبهان، فخشى على أولاده وحريمه، وقصد ردهم عن مقصدهم، فوصل إلى أصبهان، وأزاح أعداد الناس من العدد والسلاح. ثم جرد أربعة آلاف فارس إلى مدينة الرىّ ودامغان برسم الترك الذين هناك، فكانت الأخبار تصل من جهتهم يوما بعد يوم، وهم يتأخرون، والتتار يتقدمون، إلى أن وصلوا إلى عند السلطان جلال الدين، وأخبروه بذلك، وعرفوه بما فى عسكر التتار من الفرسان والشجعان، مثل ياجى نوين، واسطمغان، وجنكز نوين، وأرشاق بغان، وغيرهم. وهؤلاء المذكورين كانوا جمرة التتار الوقادة، وصاعقتهم المحرقة. ثم وصل التتار المذكورون فى جموع كثيفة، ونزلوا شرقى أصبهان. وكان المنجمون قد أشاروا على السلطان جلال الدين بمصابرتهم ثلاثة أيام، بعد نزولهم، ويكون الملتقى فى اليوم الرابع. فلزم البلد يترقب مضى