من الكبار. وعاد المنهزمون إلى جكزخان، وهو نازل على طالقان. فعند ذلك جهز ولده توسيخان-وقيل بل تولوخان-بعساكر كثيفة من المغل من عظم ألب قرا أرسلان، فوصلوا إلى كابل وهى بلد العجم. وتوجه إليهم السلطان جلال الدين وضرب معهم مصافا عظيما، واقتتلوا أشد قتال. ثم إن السلطان جلال الدين حمل بنفسه على القلب الذى كان فيه تولوخان بن جكزخان، فبدد شمل القلب، وقتل تولوخان فى هذه النوبة، وانكسرت التتار كسرة عظيمة، لم يكسروا مثلها من قبل ذلك اليوم، وغنم المسلمون أموالهم وخيولهم. وكانت نوبة عظيمة على التتار، لم يمرّ بهم منذ خرجوا من بلادهم أشنع منها.
ثم اختلف المسلمون وتفرقت كلمتهم. وسبب ذلك أنه كان من ملوك المسلمين فى جيش السلطان جلال الدين ملك يعرف ببلغاق، وكان تركيا شجاعا مقداما فى الحروب، وله مع التتار عدة وقعات ينتصر فيها عليهم. وكان قد فعل فى هذه النوبة فى التتار ما لا تفعله الجبابرة الجاهلية الأولون. وكان فى المسلمين أيضا ملكا آخر كبير القدر يقال له ملك خان. وكان بينه وبين السلطان جلال الدين حشائف قديمة، فإنه كان صاحب هراة وملكها، فأخرجه جلال الدين منها، وصار فى جملة جيشه. فاختلف هذان الملكان لأمر يريده الله تعالى، ولسعادة التتار على كسب كان من التتار. وقوى الأمر والشر بينهما حتى اقتتلا، وقتل بينهما جماعة كبيرة. وقتل فى الجملة أراق أخو الملك بلغاق التركى. وعجز السلطان جلال الدين أن يوقف بينهما، وقال:«بلغاق يقتل أخى على سحت الدنيا»، وغضب وفارق جلال الدين، وسار إلى الهند فى ثلاثين ألف فارس، فأضعف المسلمين. فركب السلطان جلال الدين واسترضاه بكل ما أمكنه، فلم يقدر على رده، وفارقه. ووردت الأخبار