صواب، وبقية الأمراء الكبار. ووصل إلى الروم واجتمع بصاحبه الملك كيقباذ.
قال أبو المظفر: حكى لى الأمير عماد الدين بن موسك، قال: لما وصلنا إلى الروم، خرج إلينا عسكر أرزنكان فى اثنى عشر ألف فارس، فكان نجدة لنا. ونزلوا فى مرج يستريحون، وقد أرموا سلاحهم، وأطلقوا خيولهم للمرعى. فمرّ بهم الخوارزمى-وهو السلطان جلال الدين-ولم يعلموا به، فهجم عليهم فقتلهم وأسرهم، ولم ينج منهم إلاّ القليل. وضعفت قلوب الناس لذلك. قال: وأقمنا مكاننا إلى عشية يوم الخميس، فوصل قاصدنا، وأخبر أن العدو يخرج علينا صباح يوم الجمعة. قال: فرتبنا العساكر والشاليش فى الأول، ثم العرب، ثم الحلبيين، ثم شمس الدين صواب، ثم الملك الجواد، ثم العزيز عثمان وشهاب الدين غازى. ثم تبعنا أطلاب الروم، وكيقباذ فى الطلب الخاص، والملك الأشرف فى الطلب الخاص أيضا. قال: وكنا فى أرض وعرة، فخرجنا إلى أرض سهلة وطئة، وإذا بطلائع جلال الدين الخوارزمى وقد طلعت. قال:
فالتقوهم العرب وكسروهم، وأخذوا منهم مائة فارس، وقتلوا مائة أخرى. ولم يتقدموا إلينا، ونزلوا ونزلنا، وبيننا وبينهم جبل عظيم. وخفنا خوفا عظيما. وليس معنا ماء ولا زاد ولا علف لدوابنا. فقال الأشرف:«أين المفر؟». فلما كان وقت السحر-قبل طلوع الشمس-أمر جلال الدين الخوارزمى لمن بقى من عسكر أرزنكان فكانوا كيف وخمسمائة نفر، فضرب رقابهم. فلما كان بكرة يوم السبت ثامن شهر رمضان المعظم، قطعوا إلينا الوادى، ووقف الخوارزمى على رأس الجبل، وسنجقه فى الوادى.
ووقع القتال، فأرسل الله تعالى ضبابا، فلم ير أحد كفه، ووقعت الكسرة على جلال الدين الخوارزمى وجيشه، ونصرنا الله عليهم، وولوا منهزمين، ووقع بعضهم