ولا يقدر أحد أن يفوه بموته. فلما رأى كبار دولته ووزرائه ذلك علموا أنه خولط فى عقله، فتخلى عنه كثير من جموعه.
وفيها كان الغلاء بمصر.
وفى خامس عشر شعبان أمر السلطان الملك الكامل بحفر البحر الذى من دار الوكالة بمصر إلى صناعة التمر. واستعمل فيه الملوك والأمراء والعوام. وعمل هو بنفسه فيه. وكان البحر فى نقصه قد صار طريقا من مصر إلى الجزيرة، فخشى عليه من ردمه، فاجتهد فيه، وغرّق عدة مراكب، وغرم جملة أموال، حتى سلط البحر، واستقر بين مصر والجزيرة.
وفيها نفّذ ملك الكرج-المعروف بابن البهلوان-إلى الملك الأشرف، بقصد اجتماع الكلمة على ملتقى التتار، لما بلغه أنهم قاصدين نحوه، فلم يحصل بينهما اتفاق لأمر أراده الله عز وجل فى تسليط هؤلاء القوم، فلا مفر من حكمه.
وفيها كان وصول السترين الرفيعين فاطمة خاتون بنت الملك الكامل إلى زوجها الملك العزيز صاحب حلب، وغازية خاتون بنت السلطان الملك الكامل أيضا إلى زوجها الملك المظفر صاحب حماه. وكان خروجهما صحبة ركاب السلطان لما توجه إلى بلاد الشرق. وكان لوصولهما همم عالية يقصر عنها الوصف، فأضربت عنه لطوله، وكون تاريخنا تاريخ تلخيص.