فأحضر الجميع فى يوم واحد، وكان يوما مشهودا. ثم عقب رسل الخليفة الشيخ بهاء الدين [اليزدى]-شيخ رباط الأخلاطية-من بغداد فى جماعة من النجابين، يحثون السلطان على الغزاة للتتار.
وفى ثامن عشر جمادى الآخرة توجه السلطان الملك الكامل طالبا للشام بنية الغزاة للتتار، وجعل نائبه بالديار المصرية ولده الملك العادل. وفى تاسع جمادى الآخرة توجه الأمير فخر الدين إلى مكة-شرفها الله تعالى-ودخلها خامس شهر رمضان المعظم بالسيف عنوة. وهرب راجح، وقتل جماعة من أقاربه. وقتل من كان بها من العسكر اليمنى.
وفى سادس عشرين ذى الحجة ملك السلطان الملك الكامل آمد، وأخذ صاحبها منها، وملّكها لولده الملك الصالح نجم الدين أيوب.
وفى ثامن عشر ذى الحجة توفى فخر الدين عثمان [بن قزل] أستادار السلطان، وكانت وفاته بظاهر حرّان.
وفيها ملك بدر الدين لؤلؤ-صاحب الموصل-قلعة سوس، وكانت لتقى الدين زنكى ابن نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود بن مظفر الدين مودود بن عماد الدين زنكى بن آق سنقر، صاحب الموصل قديما. ولما ملكها عظمت كلمته، وقمع أولاد أستاذه، واستقام له الملك، ونعت نفسه الملك الرحيم. وبعث إليه الخليفة تقليدا بالملك. ولم يزل ملكا حتى أخذت التتار بغداد، ودخل تحت طاعة هلاوون، واستولى على عدة ممالك من العراق والجزيرة. حكى لى والدى-رحمه الله-عن مخدومه الأمير سيف الدين بلبان الرومى الدوادار-رحمه الله-قال: كان لما تحكمت التتار على البلاد، ودخل بدر الدين مملوك لؤلؤ صاحب الموصل تحت طاعة هلاوون، كان له مملوك يسمى أيان-أرمنى الجنس-وكان له عنده مزية كبيرة. قال أيان: فبلغ