المسلمين، ولا مفكر فى عواقب الزمان. وهو آخر خلفاء بنى العباس ببغداد.
وعدتهم من السفاح إليه أربعة وثلاثون خليفة، بعد ما أسقطنا من جملتهم إبراهيم ابن المهدى، وعبد الله بن المعتز، فإن حسبا فى الجملة كانوا ستة وثلاثين خليفة، مدة ملكهم إلى حين انتقاض أمرهم على يد التتار من العراق-بحكم التقريب لا بالتحرير-يكون خمس مائة سنة، تزيد قليلا أو تنقص قليلا، فإن العبد جمل عدة سنين تملكهم-من السفاح إلى المستعصم هذا على رأى الجماعة أصحاب التواريخ- فكانت خمس مائة سنة وتسع سنين. وأضفت ذلك إلى أيام ملك بنى أمية، وأيام الخلفاء الراشدين، وأيام الهجرة. وأضفت إلى تلك السنين إلى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، فنقصت عن الجملة، تقدير عشر سنين. ولعلها متداخلة فيما بين المدد، واختلالها من جهة الأشهر والأيام التى لم تحصر، والله أعلم.
وفى هذه السنة توفى سيدى الشيخ أبى السعادات بن أبى العشائر الواسطى، قدس الله روحه، ونوّر ضريحه، شيخى وقدوتى، والوسيلة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، أن يحشرنى على ملته، ويمتنى على محبته، بمنه وكرمه ورحمته. ودفن سيدى الشيخ المشار إليه بالقرافة، بسفح المقطم، نفع الله ببركته.
قال ابن واصل: وفى هذه السنة كانت الوقعة بين الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص وبين الملك المظفر شهاب الدين غازى صاحب ميافارقين. وكان مع الملك المنصور التركمان، ومقدمهم يسمى ابن دودا. وكان مع المظفر غازى الخوارزمية، فكانت الكسرة على المظفر والخوارزمية، ونهب أموالهم ونساءهم، وذلك يوم الخميس لثلاث بقين من صفر. ورجع المنصور إبراهيم إلى حلب منتصرا، وهو يومئذ منتظم فى سلك الصاحبة [ضيفة خاتون] أم الملك العزيز صاحب حلب.