وأما الصالح إسماعيل فإنه سيّر إلى الفرنج يطلب منهم النجدة. واتفق الحال بينه وبين الفرنج أن تكون مصر والشام بينهم بالمساواة. ثم خرجت عساكر الشام، ومعهم فرسان الفرنج، والتقوا مع عساكر مصر ومعهم الخوارزمية. وكانت وقعة عظيمة، قتل من الفريقين خلق كثير. ثم انتصر المصريون والخوارزمية على الشاميين والفرنج. ثم إن الفرنج ركبوا أقفية أصحابهم الشاميين المنهزمين، قتلا وأسرا.
ووصل الخبر إلى الديار المصرية بكسرة الفرنج ومن معهم من عسكر الشام، فضربت البشائر بذلك. وجمع الملك الصالح أيوب الأمراء عنده بقلعة المقياس، وفرّق الأموال والخلع، وكان نهارا مشهودا. ثم بعد أيام قلائل دخل الأمير حسام الدين بن أبى على بالأسرى من الفرنج على الجمال، وشقوا بهم القاهرة. ثم سير السلطان الملك الصّالح أيوب مملوكه الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى، فى عسكر كثيف من المصريين والتركمان، ثم أمره أن ينزل على غزة.
وفى هذه السنة انتظمت مملكة السلطان الملك الصالح أيوب، ووصل إليه جميع عساكر السّواحل، وعسكر القدس، والخليل، وبيت جبريل، والأغوار، وغيرهم.
وفيها رسم السلطان لوزيره معين الدين بن شيخ الشيوخ أن يكون نائبه بدمشق، وحكمه فيها، وأقامه مقام نفسه. ووصل إلى الخوارزمية وصار مقدما عليهم.
واشتد الحصار بدمشق، فسيّر الصالح إسماعيل إلى ابن الشيخ سجادة وعكاز وإبريق.