حمص، ونزل بستان شامة، ونزلت طائفة من الخوارزمية بأرض البلقاء. ونزل إليهم الملك الناصر داود صاحب الكرك وصاهرهم واستخدمهم وأنزل غائلتهم الصلت.
وفيها مرض المنصور صاحب حمص بدمشق، وتوفى بها، وحمل إلى حمص، ودفن بها. وقام بمملكة حمص ولده الملك الأشرف موسى بن المنصور إبراهيم.
وفيها كانت وقعة ابن الشيخ مع الخوارزمية، وكسرهم وبدد شملهم. وكان الناصر-فيهم-صاحب الكرك، وتبعه الخوارزمية، فلم يمكنهم من صعود القلعة بالكرك، ولا الربض. وأحرق ابن الشيخ الصلت، وساق إلى الكرك. وطلع الأمير عز الدين أيبك إلى قلعة صرخد، واعتصم بها. وكانت كسرة الخوارزمية من ابن الشيخ فى سابع عشر ربيع الآخر من هذه السنة.
ونزل ابن الشيخ على الكرك فى الوادى. وتسلم الأمير حسام الدين بن أبى على قلعة بعلبك، باتفاق واليها. وبعث عيال الصّالح إسماعيل إلى مصر، وفيهم الملك المنصور نور الدين محمود بن الملك الصالح عماد الدين إسماعيل، وأمين الدولة السامرى، وزين الملك الصالح إسماعيل، وأستاذ داره ناصر الدين بن يغمور، فاعتقلوا بالقلعة المحروسة.
وكان حسام الدين بن أبى على-لما اعتقله الصالح إسماعيل بقلعة بعلبك مع جماعة من أصحاب الملك الصالح أيوب-تمنى ذات يوم على الله تعالى أن يمكنه من أهل الملك الصالح إسماعيل، ويملكه بعلبك. ثم قال فى نفسه:«هذا أمل بعيد».
فلم تمض الأيام والليالى حتى بلّغه الله أمنيته.
وفى هذه السنة-أعنى سنة أربعة وأربعين وستمائة-[كان] الأمير حسام الدين بن أبى على، نائبا بدمشق للسلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب.