للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفارس اقطاى، وما كان قبل دلك يقطع امرا دونها، فعاد يستبد بالامور بنفسه، ولا يدخل اليها إلا ثلث ليال فى الجمعه، وبلغها انه خطب بنت صاحب الموصل.

وكان قد مسك جماعه من البحريه وهو على أم البارد ونفدهم الى القلعه للاعتقال حكى جدى برى بلجك رحمه الله لوالدى-سقى الله عهده-وانا اد داك صبى دون الحلم اسمع. قال: كنت معمن (٥) مسكهم المعز لكون كان بينى وبين [بلبان] الرشيدى خشداشيه. فوشى بنا للمعز ان نحن نقصد التوجه لخشداشيتنا الدين على العوجا. فمسك منا تسع (٧) نفر، انا فى جملتهم، وقيدنا وسيرنا الى القلعه، وكان فينا شخص من مماليك الملك الصالح [يسمى ايدكين الصالحى] (٨). (٢٨) فلما علم ان نحن تحت الشباك الدى كانت تجلس فيه شجر الدر والخدام جلوس-فلما راونا (٩) قاموا قايمين فسلمنا عليهم-قال دلك الشخص المسمى بايدكين: «يا طواشى، خوند جالسه فى الشباك؟» فقال: «نعم». قال: فحدم براسه، ورفع عينه (١١) الى نحوها، وقال بالتركى:

«المملوك ايدكين بشمقدار، والله يا خوند، ما عملنا دنب (١٢) يوجب مسكنا الا انتى ستنا ودستيّنا، ولحمنا من نعمتك ونعمة السلطان الشهيد الملك الصالح، ولا اخطينا (١٣) الاّ انه سيّر يخطب بنت لولو صاحب الموصل، واتفق الحال انه يتزوجها، فلما بلغنا ما هان علينا لاجلك، فعتبناه فى ذلك، فتغير علينا لهدا السبب فمسكنا، فهدا دنبنا، ولا بد ما (١٦) يظهر لك صحه كلامى». قال: فاومت بمنديل من الشباك، معنى «انى سمعت كلامك». قال جدى رحمه الله: ثم انزلونا الجب فقال لنا ايدكين: «ان كان قد حبسنا فقد قتلتاه». فكان هدا اكبر اسباب قتله.

فلما عاد من وجهته التى كان فيها، وتحققت صحه القول معما (١٩) كان فى نفسها منه لتغيره عليها، رتبت له فى الحمام مملوك (٢٠) كان للفارس اقطاى يقال ان اسمه بلكان،


(٥) معمن: مع من
(٧) تسع: تسعة
(٨) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(٩) راونا: المقصود «رآنا الخدّام»
(١١) عينه: عينيه
(١٢) دنب: ذنبا--انتى: أنت
(١٣) اخطينا: أخطأنا
(١٦) ولا بد ما: ولا بد أن--فاومت: فأومأت
(١٩) معما: مع ما
(٢٠) مملوك: مملوكا