للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من القوه بالمكان الوافر، فلكم [بلكان] المعز ارماه، وتعلقت الجوار (١) بمعاريه، وبعضهم (٢) يرفسونه فى خواصره، وشجر الدرّ تضربه بالقبقاب، وهو يستغيث اليها وهى لا تقبل حتى فطس.

فلما كان الصبح ظهر الخبر وعلم ولده نور الدين على ومملوكه سيف الدين قطز وكان اكبر مماليكه. فهجموا عليها مع جماعه من المماليك المعزيه وخنقوها خنقا ورموها عريانه الجسد على باب القلعه من جهه القرافه. واتفق رايهم على ولده نور الدين على، وان يكون اتابك الجيوش الامير سيف الدين قطز المذكور.

(٨) [قال ابن واصل: ان أول من جلس فى اتابكيه الملك المنصور المدكور الامير علم الدين سنجر الحلبى الكبير، ولم يزل حتى وثبوا (٩) عليه المماليك المعزيه مثل الامير سيف الدين قطز، وعلم الدين سنجر الغتمى، وسيف الدين بهادر المعزى ونظراهم (١٠)، وقبضوا عليه واودعوه الاعتقال؛ ودلك لما ظهر لهم انه يريد الامر لنفسه. ولما بلغ ذلك بقيه الامرا الكبار هربوا، ومنهم من مسك واعتقل، ومن تقنطر به (١٢) فرسه، فهلك لوقته عز الدين ايبك الحلبى، وركن الدين خاص ترك الكبير، وأعيد بهما الى القاهره ميتان (١٤). وقبض على الوزير الاسعد الفايزى، وبهاء الدين على بن حنا، وكان وزيرا لشجر الدر، واخدت خطوطهما بجمله كبيره. واستقر بالاتابكيه فارس الدين اقطاى المستعرب.

وفى سادس عشر ربيع الآخر قتلت شجر الدر خنقا. ووجدت مطروحه على باب القلعه من ناحيه القرافه.

وفى مستهل الشهر المدكور فوّض القضا بالديار المصريه للقاضى بدر الدين يوسف بن الحسن، وعزل عنها تاج الدين بن بنت الاعز، وابقى بيده قضا مصر فقط.

وكدلك فوّض امر الوزاره الى القاضى بدر الدين مضافا الى ما بيده من القضا] (٢١).


(١) الجوار: الجوارى
(٢) وبعضهم: وبعضهن--يرفسونه: يرفسنه
(٨ - ٢١) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(٩) وثبوا: وثب
(١٠) ونظراهم: ونظرائهم
(١٢) به: مكرر فى الأصل
(١٤) ميتان: ميتين