للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزل هلاوون فى اول هده السنه على ماردين وحاصرها ولم يتم له فيها امر، فرحل ونزل حلب، وسيّر [هلاوون] يطلب صاحب ماردين، فسير ولده تجت الطاعه، واحتج انه مريض عاجز عن الحركه. ثم انه اوقع الحصار على حلب، وهرب الملك الناصر وترك حريمه مع حريم الملوك بقلعه حلب، واخذ هلاوون مدينه حلب، (٤٠) وكان الحصار عليها مده سبعه ايام، وبدل (٥) السيف فى اهلها. وبعد ايام قلايل اخد القلعه الشهبا، وامر بمن كان فيها من حريم الملوك مثل حريم صاحب ميافارقين وبنات الملك الناصر وخواته (٧)، فاوقف الجميع بين يديه فى موقف السبى شبه الجوار. كل هدا وابن صاحب ماردين قايم ينظر، وكان قصد [هلاوون] ان يخيف بذلك ساير الملوك الخارجين عن الطاعه. ثم التفت هلاوون الى الرسل، وقال: كيف ترون صنع رب السما فى من يعصى علينا، ولو علم الناصر ان له بنا قدره لما هرب وترك حريمه. ثم انه اخرج من كان بها من البحريه معتقلين، وهم: سكز وبرامق وسنقر الاشقر.

(١٢) [وكان نزول هلاوون على محاصره حلب ثانى صفر من هده السنه. وكان بها يوميد الملك المعظم ابن (١٣) السلطان صلاح الدين نايبا بها عن الملك الناصر صاحبها. وكان الملك الناصر نازل (١٤) بجموعه على يرزه، ظاهر دمشق، ثم انه عاد يتقدم أولا فاولا قدام التتار حتى وصل الى قطيا، ثم خشى من المصريين على نفسه فدخل البريه حتى مسك. ووصل الملك المنصور صاحب حماه وبقيه من معه من الملوك اولاد ايوب الى الديار المصريه، واحسن اليهم الملك المظفر قطز. ولما كسر التتار اعاد الملك المنصور الى مملكه حماه.

ولما ملكوا (١٩) التتار حلب اختشوا اهل حماه، فسيروا مفاتيح البلد لهلاوون، فجعل فيها شحنه من قبله، وكدلك ملكوا دمشق عنوه بالسيف. وكان اسم الشحنه الدى تركوه بحماه خسرو شاه، يقال انه من خالد بن الوليد رضى الله عنه. ثم ان


(٥) وبدل: وبذل
(٧) وخواته: وأخواته--الجوار: الجوارى
(١٢) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش--وكان: فى الأصل «كان»
(١٣) ابن: بن
(١٤) نازل: نازلا
(١٩) ملكوا: ملك--اختشوا: اختشى