للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اعناقهم الصارم البتار، وتشتتوا فى الاقطار. وركبت المسلمون اكتافهم اسرا وقتلا، حتى ملا دلك عيون وحش الفلا. وقتل ملكهم اللعين، كتبغا نوين، وقطع دابر القوم الدين ظلموا، والحمد لله رب العالمين.

حكى جدى برى بلجك لوالدى رحمهما الله، قال: لم نزل معتقلين (٤) بالقلعه الى ان اخرجنا الملك المظفر عند خروجه الى التتار، فكنت فى هده الغزاه المباركه.

وكان قد قفز من التتار الى السلطان المظفر شابا (٦) من المغل. فقربه السلطان، وانعم عليه، وجعله سلاح دارا. فلما كان يوم المصاف والتحم القتال، ضرب دلك الشاب السلطان بسهم، فلن يخطى (٨) الجواد لسعاده الاسلام ونصرة امة النبى عليه السلام، فوقع السلطان الى الارض، وقتل دلك الشاب. وعاد السلطان راجلا والناس قد اشتغلوا بقتل دلك الملعون الدى اراد هلاك السلطان. قال: فنزل فخر الدين ماما عن جواده، وقدمه للسلطان، فامتنع عن الركوب. فقال له الامير (١١) فخر الدين: «يا خوند، اركب، فمادا (١٢) وقت امتناع». فقال [قطز]: «تقتل، يا فخر الدين». فقال: «اذا قتلت انا كنت واحد (١٣) من المسلمين، وكان عوضى كثير، واذا قتلت انت فى هدا الوقت فما لك عوض، وقتل المسلمين (١٤) كلهم». فركب ثم التقت الجنايب والوشاقيه، فركب فخر الدين من جنايب السلطان. فلما انكسر التتار، قال للسلطان بعض خواصه، عن امتناعه عن الركوب فى ذلك الوقت، «يا خوند، لو صدفك-والعياذ بالله-فى ذلك الوقت الذى انت فيه راجل بعض المغل كنت رحت، (٤٤) وراحت الإسلام لرواحك». فقال: «اما انا فكنت اروح الجنه، واما الاسلام فما كان الله ليضيعه، فقد مات السلطان الملك الصالح رحمه الله، وقتل ابنه المعظم، والامير فخر الدين بن الشيخ مقدم العساكر، وبعد دا (٢٠) نصر الله الاسلام وحده بغير ملك بعد اليأس».


(٤) معتقلين: فى الأصل «معتلقين»
(٦) شابا: شاب
(٨) فلن يخطى: فلم يخطئ
(١١) الامير: فى الأصل «للامير»
(١٢) دا: هذا
(١٣) واحد: واحدا
(١٤) المسلمين: المسلمون
(٢٠) دا: هذا