للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتبغا نوين، وقاتل المسلمين. فلما وقعت الكسره عليهم جا الى السلطان الملك المظفر متنصلا فلم يقبله، وقال (٤٥) له: «لولا الكسره كانت على التتار ما اتيت»، ثم شهد عليه جماعه من الناس انه كان يقاتل مع التتار اشد قتال، وربما قتل من المسلمين.

فعند دلك امر السلطان المظفر بقتله فقتل، ثم ورد كتاب السلطان المظفر الى دمشق بالنصر والظفر يوم الاحد ثالث يوم الوقعه.

وكان النصارا (٦) -لعنهم الله-لما ملكوا التتار دمشق شمخت نفوسهم، وقالوا:

«هدا الدى كنا قد وعدنا به؛ ان فى اخر زمان يخرج من يعضد الملة النصرانيه وهم هولاء». وعاد كبارهم يترددون الى الشحنه المسمى ايل ستان (٨) والى كبار المغل، وحسنوا لهم دينهم، وعبروا بهم كنايسهم، وحضر من عند هلاوون فرمانات اليهم بالاعتنا بهم، وارتفاع كلمتهم، واعزاز دينهم، وايضاع الاسلام. وعادوا يشربون الخمر على رؤس (١١) الناس، وعلى ابواب المساجد. وعادت المسلمين معهم فى اشد الاحوال حتى انهم فى شهر رمضان يشربون الخمور، ويطرشون به المسلمين.

وربما شربونه (١٣) فى الجامع الكبير الاموى فى شهر رمضان المعظم، ويعطلون على الناس الصلوات الخمس. فعند دلك اجتمعت اكابر دمشق من المسلمين، واتوا الى القلعه الى الشحنه ايل (١٥) ستان، ومعهم القضاه والعدول، وشكوا اليه فعل النصارا، وما الناس فيه من الشده معهم، فاهانهم، واخرق بهم، فعظم دلك على الاسلام.

فلما منّ الله تعالى بفضله العميم، وانتصر الاسلام، وهربت التتار من دمشق ليله الاحد، اصبح الناس وطلبوا دور النصارا (١٨) فنهبوها، واخربوا ما استطاعوا، واخربوا كنيسه اليعاقبه، وكنيسه مريم حتى اعادوهما كومان (١٩). وقتل من النصارا


(٦) النصارا: النصارى--ملكوا: ملك
(٨) ايل ستان: فى الأصل «ابل سنان»
(١١) رؤس: رؤوس--المسلمين: المشلمون
(١٣) شربونه: شربوه
(١٥) ايل: فى الأصل «ابل» --النصارا: النصارى
(١٨) النصارا: النصارى
(١٩) كومان: كومين--النصارا: النصارى