للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقدمهم الامير ركن الدين بيبرس البندقدارى خلف المنهزمين من التتار. فلحقهم على حمص، وقتل منهم خلق عظيم بحيث لم يعود (٢) منهم الى بلادهم مخبر.

قال القاضى عز الدين بن شداد فى تاريخه ان الملك المظفر قطز، لما ملك دمشق، كان عازما على التوجه الى حلب ليكشف احوالها ويزيح اعدارها (٤) من خراب التتار. فوشى اليه واش ان الامير ركن الدين البندقدارى مع جماعه من الامرا البحريه متنكرين (٦) له ومتغيرين عليه. فصرف وجهه الى ناحيه الديار المصريه، وهو ايضا مضمر لهم الشر، وربما أسرّ دلك لبعض خواصه. فبلغ دلك الامير ركن الدين البندقدارى، فخرجوا من دمشق، وكل واحد منهما محترز من صاحبه.

وحكى لى والدى-رحمه الله-عن مخدومه الامير المرحوم سيف الدين بلبان الدوادار الرومى. قال: ان يوم المصاف هربت جماعه من الامرا من خشداشيه الامير ركن الدين البندقدارى. فلما انتصر الاسلام، تأمر عليهم السلطان المظفر، (٥٣) ووبخهم، وشتمهم، وتوعدهم. فاضمروا له السوء، وحصلت الوحشه مند دلك اليوم. ولم تزل الحقايد والظغاين (١٣) تترآا فى صفحات الوجوه وغمزات العيون، وكل منهم يترقب من صاحبه الفرصه. واجتمع راى الامير ركن الدين البندقدارى مع جماعه من الامرا البحريه وهم: الامير سيف الدين بلبان الرشيدى، والامير سيف الدين بهادر المعزى، والامير بدر الدين بكتوت الجوكندار المعزى، وعلا الدين بيدغان الركنى، وسيف الدين بلبان الهارونى، والامير عز الدين انس، وجماعه اخر.


(٢) يعود: يعد
(٤) اعدارها: أعذارها
(٦) متنكرين: متنكرون-- متغيرين: متغيرون
(١٣) والظغاين: والضغائن--تترآا: تتراءى