للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اقلّب قلبى نحوكم فى دياركم ... فأكثر فيها النوح كالناحة (١) الثكلا

ايا احبابنا والله ما قلت بعدكم ... لحادثة الأيام رفقا ولا سهلا

ومنها

ولى أسوة مع ال بيت محمد ... فبعضهم أسرا (٤) وبعضهم قتلا

وهى قصيده طويله نيف وستين بيتا اشهر من «قفا نبك (٥)»؛ فلدلك اضربت عن اثبات جملتها كون تاريخنا تاريخ اختصار لا تاريخ تحشيه واكثار.

ولما وصل الملك الناصر الى هلاوون احسن اليه واقبل عليه، وانزله منزلة كبيره، وكدلك جميع من كان معه من الملوك، ثم امّر له بالشام على عادته، وان يكون فيها اسوه الملوك الدين تركوهم تحت الطاعه. واخلع عليهم بعد ان وصل الانبار، وردهم الى (٥٢) بلادهم، فلم يقطعوا غير منزلتين، وورد عليه الخبر بكسر جيشه وقتل اولاده، وما ثم (١١) على حشوده، وانهم لم ينجو منهم احد. فعند دلك امر بردهم اليه من الطريق فردوا، وضرب رقاب الجميع رحمة الله عليهم-حنقا منه، ولما ناله من عدم اولاده واحبابه وخاصه جيوشه. ولنعود (١٣) الى سياقه التاريخ بعون الله وحسن توفيقه.

ولما انكسرت التتار على عين جالوت-حسبما ذكرناه-رحل السلطان الملك المظفر مويدا بالنصر والظفر، وقد احاطت به خواصه، والرمز احاطة الهاله بالقمر. ودخل دمشق فى اليوم السابع من الوقعه، وجرّد العساكر قبل دلك فى ثانى يوم من الوقعه،


(١) كالناحة: كالنائحة، واستخدمت كلمة «الناحة» لصحة الوزن--الثكلا: الثكلى
(٤) أسرا: أسرى--قتلا: قتلى
(٥) «قفا نبك»: يشير ابن الدوادارى إلى قصيدة امرئ القيس المشهورة التى مطلعها: «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول وحومل»
(١١) ثم: تم--ينجو: ينج
(١٣) ولنعود: ولنعد