للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ثنى عليه انس، فارماه عن فرسه، ثم رماه بهادر المعزى بسهم، فقتله.

وعجل الله بروحه الى علّيّين، وعوضه عن ملكه بملك جوازه الحور العين، ودلك يوم السبت سادس عشر ذى القعده. (٥٤) وقيل ان اول من ضربه كان الامير ركن الدين بيبرس البندقدارى، وهو الصحيح والله اعلم.

ثم توجهوا الى الدهليز، واجتمعوا، فتقرر (٥) الامر للامير ركن الدين بيبرس البندقدارى، بعد محاورات كثيره. فكان اول من تقدم وبايعه الامير فارس الدين اتابك، ثم الامرا على طبقاتهم. ولقب (٧) الملك الظاهر.

ثم قال له الامير فارس الدين: «لا يتم لك ما تريد حتى تملك قلعه الحجر (٨)». فركب على فوره، وجدّ فى سوقه، فوجد فى طريقه الامير عز الدين الحلى، وكان النايب بمصر. فعرفه بما تحرر. فاستجاب له، وحلف يمين البيعه، وعاد فى خدمته. وكان قد رتب الامير جمال الدين اقوش النجيبى استادار (١١)، والامير عز الدين الافرم امير جاندار، والامير حسام الدين لاجين الدرفيل، والامير سيف الدين بلبان الرومى دواداريه، والامير بها الدين امير اخور، ولم يزل فى جدّه حتى وصل القلعه التسبيح الاول.

وكان الطالع السرطان، والقمر فى تثليث الزهره، ساعه سعد صدفه، لما يريده الله عزّ وجلّ من سعاده الاسلام، وعنايته بدين نبيه عليه السلام.

وكانت القاهره قد زينت لدخول المظفر رحمه الله، والناس فى فرح عظيم.

فلما اصبح الصباح، وانتظروا (١٧) الناس ان يكون الصباح للملك المظفر، فصبّحوا


(٥) فتقرر. . .: من هنا إلى نهاية المجلد الثامن من «كنز الدرر» يوجد تشابه إلى حد ما مع ما ذكره مفضل بن أبى الفضائل فى كتابه «النهج السديد». وسوف يشير المحقق إلى مواضع التطابق عند الضرورة مستخدما مخطوطة باريس للنهج السديد (رقم ٤٥٢٥) وما نشره بلوشيه Blochet فى Patrologia Orientalis,vol .Xll,XIV,XX ومشيرا إلى ذلك بحرفى م ف
(٧) ولقب الملك: ولقب بالملك، م ف
(٨) قلعه الحجر: قلعة مصر، م ف
(١١) استادار: استادارا
(١٧) وانتظروا: وانتظر