للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما اجتمع بمقدميهم، وهما قطز نوين وجرموك (١)، فقالوا له ان بين الملك المظفر قرارسلان وبين هلاوون وعدا، ان والده متى مات، وتسلم الملك بعده ان يدخل تحت الطاعه. فقال لهم عز الدين بن الشماع: «هدا صحيح، لكن انتم اخربتم بلاده، وقتلتم رعيته، فباى شى يدخل تحت الطاعه، (٥٨) ويدارى عنه». فقالوا: «علينا كلما يشتهى، ونحن نضمن له متى دخل تحت الطاعه وقام بوعده، وبلغ القان، عوّضه عن جميع دلك». فعاد عز الدين، وعرفه دلك. فاعاده [المظفر] يقول:

«انا اسيّر رجل (٧) من عندى الى هلاوون، وابعثوا لى رهاين تكون عندى الى ان يرجعوا (٨) رسلى». واستقر الحال ان المقدم قطز نوين يبعث ولده، والمقدم جرموك يبعث ابن اخيه رهاين. فلما بعثوا الرهاين سيّر الملك المظفر قرا ارسلان نور الدين محمود ابن اخى الملك السعيد بركتخان. وتوجّه صحبته قطز نوين بنفسه، فوصلوا الى هلاوون، وادوه الرساله. فاجاب، وكتب لهم بدلك فرامين، وبعث معهم قصّاد (١١) من جهته، ابقا (١٢) نور الدين عنده. وامر التتار بالرحيل عن ماردين، فرحلوا. ثم بعث هلاوون الرسل، وصحبتهم كوهداى، وهو من اكابر مقدميه. فوصل الى ماردين، وتقرر امر الصلح بينهم. واسلم كوهداى على يد المظفر، وزوجه اخته، واستقر عندهم.


(١) وجرموك: كذا فى الأصل، وورد الاسم «جرمون» فى مفضل P .O .، ج‍ ١٢ ص ٧٢ والحاشية لبلوشيه، وفى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج‍ ١ ص ٣٧٨.
(٧) رجل: رجلا، فى م ف «رسلا»
(٨) يرجعوا: يرجع
(١١) قصاد: قصادا
(١٢) ابقا: وأبقى