للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ايام الملك الناصر. ولما اتفق ما اتفق، وهو يومئذ بحلب، اجمعوا (١) اهل حلب على تقديمه كماد كرناه. فكتب اليه الحلبى المنعوت بالملك (٥٧) المجاهد بان يدخل تحت طاعته، ويخطب له بحلب، وان يكون نايبا له بها، ويزيده على اقطاعه زيادات كثيرة، فابا (٣)، وقال: «انا نايب لمن ملك مصر».

وفيها عادت التتار الى حلب يوم الخميس سادس عشر شهر ذى الحجه. فخرج منها الامير حسام الدين ومن معه من الامرا، فى بكره اليوم المدكور. وكان مقدم التتار بيدرا، فلما وصلوا حلب نادوا فى شوارعها وعلى الموادن (٧) الامن والسلامه، واقرّوا اهلها فى منازلهم، وجعلوا فى البلاد الشحانى من قبلهم، واستمروا كدلك.

واما الامرا الدين كانوا بحلب وخرجوا مع الامير حسام الدين لاجين المدكور، فانهم لما وصلوا الى اعمال حماه بعثوا الى الملك المنصور صاحبها يحذرونه (١٠) من التتار، وسيروا عليه باجتماع الكلمه. فظن ان دلك حيله عليه، فلما تحقق دلك، خرج اليهم ولحق بهم، وسار معهم الى حمص، ثم وصلت غاره التتار الى حماه.

وكان فى تلك السنه غلاء عظيم بساير الشام فى جميع الاشيا، وبلغ الرطل الخبز درهمين.

وفيها توفى الملك السعيد نجم الدين ايل غازى بن المظفر ناصر الدين ارتق صاحب ماردين. ولما اتصل بالتتار خبر وفاته، بعثوا الى ولده المظفر وطلبوه بالدخول تحت الطاعه. فبعث اليهم شخص (١٧) يسمى عز الدين بن الشماع، ليتعرف منهم ما اضمروه له.


(١) اجمعوا: أجمع
(٣) فأبا: فأبى
(٧) الموادن: المآذن
(١٠) يحدرونه: يحذرونه
(١٧) شخص: شخصا