للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطلب تسليمها. فمنهم من اجاب، ومنهم من امتنع. وبعث الى الاشرف صاحب حمص، والى المنصور صاحب حماه، والى الامرا العزيزيه بحلب يستميلهم اليه، ويرغبهم فى طاعته، واوعدهم الاحسان والاموال والاقطاعات.

(٥٦) وفى سادس شهر ذى الحجه من هده السنه خطب للسلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين (٥) بيبرس البندقدارى على المنابر بدمشق، وذكر بعده الملك المجاهد.

وكدلك ضربت سكه الدرهم والدينار بينهما جميعا.

وكان لما تملك السلطان الملك الظاهر لقب نفسه الملك القاهر. وكان الوزير بمصر الصاحب زين الدين بن الزبير، وكان فاضلا، صاحب ادب وترسّل وتاريخ، عارف (٨) بامور الناس، فاشار عليه ان يغيّر هدا اللقب، وقال: «ما لقب به احد فافلح، قد لقب به القاهر فى خلفا بنى العباس، فلم يكمل سنه حتى خلع وسمل، ولقب به القاهر بن (١٠) صاحب الموصل، فلم تطل ايامه حتى سم ومات». فغير بالظاهر.

ولما ملك السلطان الملك الظاهر الديار المصرية، كان المظفر علا الدين بن بدر الدين لولو صاحب الموصل مستوليا فى دلك الوقت على حلب، فاسا (١٣) السيره، وظلم وعسف، وجبا من الحلبيين خمسين الف دينار. وكان بحلب يوميد الامير حسام الدين لاجين الجو كندار العزيزى. فاتفق من بها من الامرا العزيزيه والناصريه على قبض المظفر واستعاده ما اخده من الناس منه. فمسكوه، واعتقلوه فى قلعه شغر (١٦). وقدّموا عليهم الامير حسام الدين لاجين العزيزى، وفوّضوا اليه امورهم، ودلك فى سابع دى الحجه. وكان الامير حسام الدين لاجين العزيزى، قد اخد ادنا من الملك المظفر قطز -رحمه الله-وتوجه لاستخلاص ما كان له بحلب من الاموال والودايع التى كانت له


(٥) ركن الدنيا والدين: بالأصل: «ركن الدين الدنيا والدين»
(٨) عارف: عارفا
(١٠) بن: ابن
(١٣) فاسا: فأساء--وجبا: وجبى.
(١٦) شغر: فى الأصل «شغل»، فى ذيل مرآة الزمان لليونينى ج‍ ١ ص ٣٧٤ «الثغر»