للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتقاه، وصحبته الصاحب بها الدين ابن (١) حنا، والقضاه والعدول، والنصارا بالانجيل، واليهود بالتوراه، وكان يوما مشهودا. (٦٤) ودلك يوم الخميس-وقيل يوم الاثنين- ثالث عشر شهر رجب الفرد من هده السنه.

وجلس السلطان الملك الظاهر بالايوان والقبه، والخليفه الى جانبه، واحضر القضاه والصاحب [بهاء الدين]، وجميع ارباب المناصب، وقروا (٥) نسبة الخلافه على القاضى تاج الدين، وشهدوا على دلك بالصحه، وحكم به. ثم مدّ [تاج الدين] يده اليه، وبايعه، وبايعه السلطان والصاحب، ثم الامرا على طبقاتهم.

فلما كان مستهل شعبان امر بعمل خلعه سودا، وطوق ذهب، وقيد دهب.

وكتب تقليدا عظيما بسلطنه السلطان الملك الظاهر، ونصب الدهليز بظاهر القرافه.

وركب الخليفه والسلطان الملك الظاهر، والوزير، ووجوه الدوله، وساير الجيش.

وانزل السلطان فى الدهليز، ولبس الخلعه السودا وطوّق وقيّد، ودلك يوم الاثنين رابع شعبان المكرم. وصعد القاضى فخر الدين بن لقمان-وهو يوميد صاحب ديوان الانشاء-على منبر، وقرا دلك التقليد، وهو بخطه وانشايه، فكان ما هدا نسخته:

«بسم الله الرّحمن الرّحيم. الحمد لله الذى أضفا (١٥) على الاسلام ملابس الشرف، وأظهر بهجة درره، وكانت خافية بما استحكم عليها من الصدف، وشيّد ما وهى من علايه حتى أنس (١٧) ما سلف، وقيّض لنصره ملوكا اتفق عليهم من اختلف،


(١) ابن: بن--والنصارا: والنصارى
(٥) وقروا: وقرأوا
(١٥) أضفا: أضفى، فى المقريزى، السلوك، ج‍ ١ ص ٤٥٣، «اصطفى»
(١٧) أنس ما سلف: فى ابن عبد الظاهر (ed .Sadeque) ص ٣٧، واليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج‍ ١ ص ٤٤٣ وج‍ ٢ ص ٩٨، والمقريزى ص ٤٥٣ «أنسى ذكر ما سلف» --عليهم: فى ابن عبد الظاهر والمقريزى «على طاعتهم»