للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرحلوا عن حلب فى اوايل شهر جمادى الاولى. وتغلب على حلب جماعه من شطارها، فقتلوا ونهبوا، ونالوا اغراضهم ممن كان فى صدورهم منه حقد وحسيفه.

(٦٣) فلما وصل اليها الامرا المدكورين (٣)، خرجوا منها تلك الشطار هاربين.

ثم ان الامرا صادروا اهلها، واستخرجوا منهم ألف الف درهم وستمايه الف درهم بيروتيه. واقام بها الامير حسام الدين لاجين الجوكندار [والامير فخر الدين] (٥) حتى وصل الامير شمس الدين البرلى فى شهر جمادى الآخره. فخرج اليه الامير فخر الدين ألطنبا يلتقيه، وظنّ انه اتاه نجدة له. وكان البرلى قد خرج من دمشق هاربا لما علم بقبض الامير بها الدين بغدى، فتحقق انه يقبض عليه معه. فلما دخل حلب طمعته نفسه ان يغلب عليها. فخافه الامير فخر الدين لما اشتم خبره، فعمل فى الحيله على الخلاص منه، وطلب السفر الى السلطان ليتوسط له عنده ويستميله اليه، فمكّنه من دلك. فلما خرج اخد البرلى ايضا فى مصادرة الحلبيين وعقوبة من كان فى صحبه الامير فخر الدين. وامّر الامريات، واقطع الاقطاعات. ووفد عليه الامير زامل ابن على بن حديثه فى اصحابه، ففرّق عليهم تسعه آلاف (١٣) مكوك مما احتاط عليه من الغلال التى كانت مخزونه بحلب، وفرّق فى التركمان اربع (١٤) آلاف مكوك. وتغلب بحلب، وظن بنفسه ما ظنه غيره.

وفيها وصل المستنصر بالله الى القاهره. وكان هدا المستنصر محبوسا ببغداد مع جماعه من بنى العباس فى ايام الخلفا. فلما ملك التتار اطلقوهم، فسار هدا الى عرب العراق، واختلط بهم. فلما ملك السلطان الملك الظاهر وفد عليه مع جماعه من بنى مهارش، وهم عشره نفر تقدمهم الامير ناصر الدين مهنا. فركب السلطان


(٣) المدكورين: المذكورون--خرجوا: خرج--تلك: هؤلاء
(٥) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(١٣) تسعه آلاف: سبعة آلاف، م ف
(١٤) اربع: أربعة