للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما يجب [أيضا] (١) تقديم [ذكره أمر] الجهاد الذى أضحى على الأمّة فرضا، وهو العمل الذى تصبح به سود (٢_) الصحايف مبيضّا. وقد وعد (٢) [الله] المجاهدين بالأجر العظيم، وأعد لهم عنده المقام الكريم، وخصهم بالجنة [التى] (٣) {لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ} (٤). وقد تقدمت لك فى الجهاد يد بيضا أسرعت فى سواد الحسّاد، وعرف منك عرفة (٥) هى أمضى مما تحت ضماير الأغماد، واشتهرت لك مواقف فى القتال هى أبهى وأشهى إلى القلوب من الأعياد. وبك صان الله حمى الإسلام من أن يتبدّل، وبعزمك حفظ على المسلمين نظام هذه الدول، وبسيفك الذى أثر فى [قلوب] (٧) الكافرين قروحا لا تندمل، وبك يرجى أن يرجع مقر الخلافة المعظمة إلى ما كان عليه فى الزمان الأول. فأيقظ لنصرة الإسلام جفنا ما كان قط هاجعا (٩)، وكن فى مجاهدة أعداء الله إماما متبوعا لا تابعا، وأيّد كلمة التوحيد فما تجد فى تأييدها إلا مطيعا سامعا.

ولا تخل الثغور من اهتمام بأمرها تبتسم (١٢) [له] الثغور، واحتفال يبدّل ما دجا (١٢_) من ظلماتها بالنّور. وأجعل أمرها على الأمور مقدما، وسدّ (١٣) منها [كل] ما غادره العدو متداعيا متهدما؛ فهذه حصون [بها] (١٤) يحصل (٦٩) الانتفاع، وبها تختم الاطماع، وهى على العدو داعية افتراق لا اجتماع. ولولاها (١٥) بالاهتمام لما كان البحر لها مجاورا، والعدوّ إليها


(١) أضيف ما بين الحاصرات من ابن عبد الظاهر ص ٤٠.
(٢_) سود: فى ابن عبد الظاهر ص ٤٠، واليونينى ج‍ ١ ص ٤٤٦ وج‍ ٢ ص ١٠٢، والمقريزى ص ٤٥٦ «مسودّ»
(٢ - ٣) أضيف ما بين الحاصرات من ابن عبد الظاهر ص ٤٠.
(٤) القرآن ٥٢:٢٣
(٥) عرفة. . . مما تحت: فى ابن عبد الظاهر ص ٤٠، واليونينى ج‍ ١ ص ٤٤٨ وج‍ ٢ ص ١٠٢، والمقريزى ص ٤٥٦ «عزمة هى أمضى مما تجنه»
(٧) أضيف ما بين الحاصرات من ابن عبد الظاهر ص ٤٠.
(٩) قط هاجعا: فى ابن عبد الظاهر ص ٤٠، واليونينى ج‍ ٢ ص ١٠٣، والمقريزى ص ٤٥٦ «غافيا ولا هاجعا»
(١٢ - ١٤) أضيف ما بين الحاصرات من ابن عبد الظاهر ص ٤٠.
(١٢_) دجا: دجى
(١٣) وسد: وشيد
(١٥) ولولاها. . . لما: وأولاها. . . ما.