للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطلبوا (١) ما كان لهم من الاقطاعات فى دوله الناصر والرسوم، فاجابهما [السلطان الملك الظاهر] الى دلك. فلما عزموا (٢) الرسل على العوده، قال لهم السلطان: بلغنى ان الرضى مات، وولّى احد الرسل مكانه، وكتب له بدلك منشورا. فتوجه، فوجد الرضى حيا فى عافيه، فكتم امره عشره أيام، والرضى مرض اياما قلايل وتوفى، فاخرج المنشور وتولى مكانه، فلم يرضوا (٥) به الاسماعيليه فقتلوه والله اعلم.

(٦) [وفيها ولّى القضاء بالديار المصريه القاضى برهان الدين الخضر بن الحسين اخا (٦_) القاضى بدر الدين يوسف السنجارى، مصر والوجه القبلى. واستقرت القاهره مع الوجه البحرى فى ولايه القاضى تاج الدين المعروف بابن بنت الاعز. وكدلك ولّى السلطان الملك الظاهر دمشق واعمالها القاضى شمس الدين بن خلكان صاحب التاريخ البديع، وكان من قبل دلك ينوب عن القاضى بدر الدين يوسف بن الحسين السنجارى بالقاهره المعزية لمّا كان القاضى بدر الدين متوليا بالديار المصريه، حسبما تقدم من ذكر ذلك.

وفى شهر ربيع الاخر، من هذه السنه، وردت الاخبار من ناحيه عكا وبلاد الافرنج ان سبع جزاير فى البحر خسف بها وباهلها. بعد ان نزل عليهم دم عدّة ايام، وهلك منهم خلايق كثيره قبل الخسف. وعادوا (١٥) اهل عكا لابسين السواد وهم ببكون، يجلدون ارواحهم باكمام الزرد الدى عليهم ويستغفرون لدنوبهم.

وفيها خرج على الغلال فار عضيم (١٧) جدا بارض حوران وارض الجولان واعمالهما، حتى قدّروا ما أكله فكان مقدار ثلثمايه الف غراره قمح غير الشعير. واتباعت (١٨) فى هده السنه الغراره القمح باربع مايه درهم بدمشق، والمكوك بحماه كدلك. وجلبت الافرنج الغلال واستاصلوا به اموال المسلمين] (٢٠).


(١) وطلبوا: وطلبا--لهم: لهما
(٢) عزموا: عزم
(٥) يرضوا: يرض
(٦ - ٢٠) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(٦_) اخا: أخو
(١٥) وعادوا: وعاد
(١٧) عضيم: عظيم
(١٨) واتباعت: وابتاعت