للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعدها، للخليفه المستنصر على خبر، ولا علم اى ارض اخدته، فمنهم من ادّعى انه لم يزل يقاتل حتى قتل فى المعمعه، ومنهم من قال: خرج ونجا مجروحا فمات، وجمله الحال انه عدم والله اعلم.

وفيها توجه الملك المظفر قر ارسلان صاحب ماردين الى خدمه هلاوون، وصحبته هديه سنيه؛ من جملتها باطيه بجوهره قيمتها اربعه وثمانين (٥) الف دينار. واجتمع [هلاوون] به وا كرمه ثم قال له: «بلغنى ان اولاد صاحب الموصل هربوا الى مصر، وانا اعلم ان (٧٤) اصحابهم كانوا السبب فى خروجهم الى مصر، فدع اصحابك الدين وصلوا معك عندى، فانى لا آمنهم ان يحرّفوك عنى ويرغّبوك فى رواحك عن بلادك الى مصر». فانعم له بدلك قهرا، وما صدق بخلاص نفسه، ثم انفصل عنه عايدا الى بلاده. فلما كان فى اثناء الطريق لحقته رسل هلاوون يامرونه بالعوده، فعاد اليه وفرايصه ترعد خوفا منه. فقال له: «ان اصحابك اخبرونى انك تريد الرواح الى صاحب مصر، وقد رايت ان يكون عندك من جهتى من يمنعك عن دلك». ثم جهّز معه أمرا يقيمون عنده وزاده نصيبين والخابور، وامر ان يهدم شراريف القلعه. ولما فارقه ضرب ارقاب (١٤) جميع اصحابه، وكانوا سبعين نفرا، منهم: الملك المنصور ناصر الدين ابن (١٥) ارتق ابن الملك السعيد، ونور الدين محمد، واسد الدين البختى، وحسام الدين عزيز، وفخر الدين الحاجرى، وعلا الدين والى القلعه، وعلم الدين جندر، ولم يكن لأحد منهم دنبا (١٧) وانما اراد بدلك قصّ جناح الملك المظفر.

وفيها ارسل رضى الدين ابى (١٨) العلا ونجم الدين بن الشعرانى، المستولين على قلاع الاسماعيليه، هدية الى السلطان الملك الظاهر ورساله ضمنها تهديد ووعيد،


(٥) وثمانين: وثمانون
(١٤) ارقاب: رقاب
(١٥) ابن: بن
(١٧) دنبا: ذنب
(١٨) ابى: أبو--العلا: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج‍ ١ ص ٤٥٨ وج‍ ٢ ص ١١٤ «المعالى» --المستوليين: المستوليان