للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ببغداد من نواب التتار اثنين (١)، احدهما يسمى قرابنا والاخر بهادر، وكان الشحنه علىّ الخوارزمى، وعندهم خمسه آلاف من المغل. وكان لعلىّ الخوارزمى الشحنه ولدا (٣) يسمى محمد قجاه، فسيره الى هيت متشوفا لما يرد من اخبار الخليفه لما بلغهم انه متوجها (٤) اليهم، وقرر مع ولده انه ادا وصل بالقرب منه بعث المراكب الى الشط الاخر واحرقها.

فلما وصل الخليفه المستنصر الى هيت غلقوا (٦) اهلها الباب دونه، فنزل عليها وحاصرها (٧٣) وفتحها، ودخل اليها فى اخر ذى الحجه، ونهب من كان فيها من اليهود والنصارا (٨)، ثم رحل عنها فنزل الدور، وبعث طليعة من عسكره مقدمها الامير اسد الدين محمود نايبا عن الامير سابق الدين ابو زبا (٩) الصيرمى، وبات بجانب الانبار تلك الليله وهى ليله الاحد. فلما راى قرابغا الطليعه امر لمن معه من العساكر العبور اليهم فى المخايض، فلما اسفر الصبح افرد قرابغا من كان معه من عسكر بغداد خوفا لا (١٢) يكونوا عليه. ورتب الخليفه اثنا عشر طلبا، فعمل العرب والتركمان ميمنه وميسره، وباقى العساكر قلبا. ثم حمل [الخليفه] بنفسه مبادرا، وحمل من كان معه من العرب والتركمان، فكسروا بهادر، ووقع بعض عسكره الما (١٤). ثم خرج كمينا للتتار، فلما راوه (١٥) العرب والتركمان هربوا، واحيط بعسكر الخليفه، ووقع القتال. ثم افرجوا للخليفه فخرج فى عشره نفر وهم: الامام الحاكم، وناصر الدين [بن] (١٦) مهنا، وابن صيرم، وسابق الدين ابو زبا، وبلبان الشمسى، واسد الدين محمود، وجماعه من الاجناد نحو من خمس (١٨) نفر. وقتل نجم الدين وفتح الدين بن اليغمورى، ولم يظهر احد،


(١) اثنين: اثنان
(٣) ولدا: ولد
(٤) متوجها: متوجه
(٦) غلقوا: غلق
(٨) والنصارا: والنصارى
(٩) ابو زبا الصيرمى: أبو زبا الصيرفى، م ف؛ انظر ما سبق ص ٧٩:١٣ حيث ورد الاسم «بوزبا الصيرمى»
(١٢) لا: أن--اثنا: اثنى
(١٤) الما: كذا فى الأصل وم ف، والمقصود «فى الماء» --كمينا: كمين
(١٥) راوه: رآه
(١٦) أضيف ما بين الحاصرتين من المقريزى، السلوك، ج‍ ١ ص ٤٦٧
(١٨) خمس: خمسة