للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ثالث عشر ذى القعده سافر الخليفه بمن تبعه نحو العراق، وصحبته الملوك اولاد صاحب الموصل، فنزلوا على الرحبه، فوافوا عليها الامير على بن حديثه (٢) من آل فضل فى اربع مايه فارس من العرب، وفارقوه (٣) أولاد صاحب الموصل من الرحبه، وكان قد التمس توجّههم صحبته، فقالوا: «لم يكن معنا من السلطان مرسوم بدلك».

فاستمال الخليفه جماعه من مماليك ابيهما نحو ستين نفر (٥)، فانضافوا اليه. ولحقهم على الرحبه الامير عز الدين بركه وصحبته ثلثين (٦) فارسا.

ثم رحل (٧٢) الخليفة بجميع من اجتمع اليه ونزل مشهد علىّ عليه السلام، فاتاه هناك الامام الحاكم بأمر الله، وقيل انه وصل اليه وهو على عانه نازلا. وكان الحاكم فى سبع مايه فارس من التركمان، كان الامير شمس الدين البرلى قد جهزهم معه من حلب.

فبعث الخليفه المستنصر واستمال التركمان اليه، فلما جاوزوا الفراه (١٠) فارقوا الحاكم واتوا الى المستنصر. ثم بعث المستنصر الى الحاكم يطلبه ويؤمّنه على نفسه، ورغّب اليه فى اجتماع الكلمه على اقامه الدوله العباسيه، ولاطفه وساسه، فاجاب الى دلك ورحل اليه. ووفا (١٣) له المستنصر وانزله عنده فى دهليزه.

وكان الحاكم لما نزل على عانه امتنع اهلها عليه وقالوا: «انه قد اتصل بنا ان السلطان صاحب مصر قد بايع خليفه وهو واصل، فلا نسلمها الاّ اليه». فلما وصل المستنصر نزل اليه واليها وناظرها، وسلموها له، وحملوا له الاقامات، واقطعها للامير ناصر الدين غلمش اخو (١٧) الامير علم الدين سنجر الحلبى، وهو احد من كان معه من الأمرا. ثم رحل [الخليفة] عنها الى حديثه، فلما وصل اليها فتحوا له ودانوا له بالطاعه، فجعلها خاصا له.


(٢) حديثه: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج‍ ١ ص ٤٥٤، والمقريزى، السلوك، ج‍ ١ ص ٤٦٢ «حذيفة»
(٣) وفارقوه: وفارقه
(٥) نفر: نفرا
(٦) ثلثين: ثلاثون
(١٠) الفراه: الفرات
(١٣) ووفا: ووفى
(١٧) اخو: أخى