للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند نور الدين زامل بن سيف الدين على ابن حديثه (١). ثم عمل عليه شرف الدين عيسى ابن مهنا، وطلع به الى الملك الناصر، صاحب الشام، قبل اخد التتار حلب. ثم حصل من التتار ما ذكرناه، فعاد [الحاكم] (٧٦) الى الامير عيسى بن مهنا، ولم يزل عنده الى أن خرج الملك المظفر سيف الدين قطز-رحمه الله-وكسر التتار على عين جالوت وملك الشام، فحضر اليه الامير عيسى واخبره خبر الامام الحاكم. فقال [قطز]:

«ادا رجعنا الى مصر، انفده الينا لنعيده انشا الله تعالى». ثم قتل الملك المظفر، وملك السلطان الملك الظاهر، وحضر اليه المستنصر المدكور، وكان من امره ما تقدم من دكره.

رجعنا الى سياقه الكلام؛ ثم ان السلطان الملك الظاهر جدّد [البيعة] (٨) للامام الحاكم بامر الله فى تاريخ ما ياتى دكره انشا الله تعالى.

وفيها وردت الاخبار ان الخلف وقع بين التتار بسبب موت جكز خان وتفرقت كلمتهم، وان بركه انتصر على هلاوون وكسره كسرة عظيمه. ثم وقعت الاراجيف فى الشام، بدمشق وغيرها، فى النصف من رمضان المعظم، بسبب التتار وتحركهم نحو البلاد.

وفيها جرّد السلطان الملك الظاهر العساكر من الديار المصريه الى الشام يقدمهم الامير علا الدين الدمياطى والحاج علا الدين الركنى، فوصلوا الى دمشق فى شهر ذى القعده، وخرج اليهم الامير علا الدين طيبرس الوزيرى، وهو يوميد النايب بها. فمسكوه وسيروه الى السلطان، واحتاطوا على جميع ماله واخده السلطان. وسبب دلك انه كان ظلم فى دمشق وعسف، ومنع العربان من شيل الغلال الى دمشق، فوقع الغلا فيها بسبب دلك.


(١) ابن حديثه: بن حديثة؛ فى ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ٤٨٥ «ابن حذيفة»، انظر ما سبق ص ٨٢ حاشية ٢
(٨) البيعة: مضاف من م ف