للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قصدوا (١) التتار الموصل ومقدمهم صندغون، وكان معهم الملك المظفر قرا ارسلان صاحب ماردين بعسكره، وشمس الدين يونس المشد، وشمس الدين امير شكار. وكان فى الموصل مع الملك (٧٧) الصالح ركن الدين اسمعيل ابن (٣) بدر الدين لولو سبع مايه فارس. ونصب عليها خمس وعشرين منجنيق (٤)، ولم يكن بها سلاح يقاتلون به، ولا قوت فغلابها السعر حتى بلغ المكوك الغله اربعه وعشرين دينار (٥). فاستصرخ الملك الصالح بالامير شمس الدين البرلى من حلب، فخرج اليه وسار الى ان وصل الى سنجار. فلما اتصل بالتتار وصوله عزموا على الهروب، واتفق وصول الزين الحافظى الى التتار من عند هلاوون، وعرّفهم ان الجيش الدى مع البرلى شردمه يسيره، ورسم لهم ان يلاقوهم. فسار صندغون بطايفه من كان معه على الموصل، وعدّتهم عشره الاف فارس، وقصد سنجار.

وكان عده الجيش الدى مع البرلى تسع مايه فارس من حلب، واربع مايه تركمان، ومايه عرب. فخرج اليهم والتقاهم يوم الاحد رابع عشر جمادى الاخره، فكانت الكسره عليه، وانهزم جريحا. وقتل ممن كان معه: علم الدين الزوباشى، وعز الدين ايبك السليمانى، وبها الدين (١٤) يوسف، وحسام الدين طرنطاى، وكيكلدى الحلبى، وسنجر الناصرى. وأسر واعلم الدين جلم وولده، وبكتوت الناصرى. ونجا البرلى فى جماعه يسيره من العزيزيه والناصريه، فوصلوا الى البيره، ففارقوه (١٦) اكثرهم ودخلوا الديار المصريه. ثم بعد دلك سيّر اليه هلاوون وهو يطلبه ليقطع له البلاد من جهته. فعند دلك سير [البرلى] يطلب الادن من السلطان الملك الظاهر فى دخوله الشام، فأدن له فى دلك. فخرج من البيره تاسع عشر رمضان، ثم دخل الى الديار المصريه فى العشر الاول من دى القعده. فانعم عليه السلطان بالمال والخلع والخيول، وامّره سبعين فارسا.


(١) قصدوا: قصد
(٣) ابن: بن
(٤) خمس وعشرين منجنيق: خمسة وعشرون منجنيقا
(٥) دينار: دينارا
(١٤) وبها الدين: وبهادر، م ف
(١٦) ففارقوه: ففارقه