للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن مطر مصر. وقال: «سمعت ان عظما لابن آدم ممتدّ على النيل يعبروا (١) الناس عليه».

فقالوا: «هدا ما رايناه، ولا هو عندنا».

واقاموا عنده سته وعشرين يوما، واعطاهم شى جيد (٣) من الدهب الدين يتعاملون به فى بلاد الاشكرى. ثم خلعت زوجته على الفارس، واعطاهم جوابهم وسفرهم، ومعهم ثلاث (٥) رسل من جهته، وهم: اربوقا وارتيور وارنماش. وكان عند الملك بركه رجل فقير من اهل الفيوم اسمه الشيخ احمد المصرى، وله عنده حرمه كبيره. وعند كل امير من امرايه مودن (٧) وامام، ولكل خاتون مودن وامام، وللصغار مكاتب يتعلمون القرآن. وكان غيبه الفارس الى سنه سبع (٨) وستين وستمايه والله اعلم.

(٩٠) وفيها توفى ريدا فرنس واسمه تولين (٩)، وهو من اكبر ملوك الفرنج، واعظمهم قدرا، واسعهم (١٠) مملكه، واكثرهم عساكر. وكان قد قصد الديار المصريه واستولى على طرف منها، وكان قد استولى على ثغر دمياط وملكها فى سنه سبع واربعين وستمايه-كما دكرناه فى الجزء الدى قبله. ثم خدله (١٢) الله وامكن المسلمون من ناصيته، وهو المعروف بفرنسيس. وتوجه الى بلاده بعد اطلاقه، وفى قلبه نار لا تطفى (١٣) لما جرا (١٤) عليه. واضمر فى نفسه العوده الى الديار المصريه لأخد ثاره. فجمع جموعا عظيمه، واهتمّ اهتماما زايدا فى مده سنين الى هده السنه عزم على التوجه الى الديار المصريه.

فقالوا (١٦) له كبار دولته: «انت قصدت ديار مصر فى الاول، وانت أخبر بما جرا لك، ومن المصلحه ان تقصد تونس من بلاد افريقيه-وكان ملكها يوميد محمد بن يحيى بن عبد الوهاب ويلقب المستنصر. ويدعا (١٨) له على جميع منابر بلاد افريقيه-فادا ملكت


(١) يعبروا: يعبر
(٣) شى جيد: شيئا جيدا--الذين: الذى
(٥) ثلاث: ثلاثة
(٧) مودن: مؤذن
(٨) سبع: خمس، م ف
(٩) تولين: كذا فى الأصل وفى م ف؛ ويعنى بها «لويس»، انظر اليونينى ج‍ ١ ص ٥٤٩ وج‍ ٢ ص ١٩٩
(١٠) واسعهم: وأوسعهم
(١٢) خدله: خذله--المسلمون: المسلمين
(١٣) تطفى: تطفأ
(١٤) جرا: جرى
(١٦) فقالوا: فقال--جرا: جرى
(١٨) ويدعا: ويدعى