للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاتفق ان كان بالقاهره ماشطه مشهوره بحداقه. فجاءتها العجوز وقالت لها:

«عندنا امرأة قد زوجناها، ونقصد منكى (٢) ان تدبرى امرها، وتزينيها احسن زينه، وتحضرى لها من القماش والمصاغ ما تقدرى (٣) عليه، ونعطيكى من الاجره ما احببتى».

ثم حضرت الماشطه بما طلبت منها العجوز، وصحبتها جاريه لها. واتيتا (٤) اليهم، ودخلت الماشطه، وانصرفت الجاريه. ثم انهم قتلوا الماشطه، وبطا (٥) خبرها عن الجاريه، فجاءت اليهم تسال عن خبرها، فانكروها. فتوجهت الجاريه الى متولى القاهره، فركب ومسك العجوز والصبيه، وقررهما، فاعترفا (٧) بجميع ما كانوا يفعلوه.

واعترفا (٨) على رجل طوّاب يحرق الطوب، فكانوا ادا قتلوا احدا اخرجوه لدلك الطواب، فيحرقه فى القمين، ويخفى امره. ونبشوا الدار، فاخرجوا من حفيرة فيها عده قتلا (١٠). فطالعوا السلطان بامرهم، فرسم بتسميرهم، فسمروا (٩٣) الخمسه فى وقت واحد. ثم ان الامرا شفعوا فى الامرأة فاطلقت، فاقامت يومين وماتت.

وفيها قتل هلاوون الزين الحافظى، وهو سليمان بن المويّد بن عامر العقربانى، وقتل جميع اولاده واهل بيته واقاربه، ومن كان يلود (١٣) به. وكان من كلام هلاوون اليه لما اراد قتله، ان قال له: «قد ثبت عندى نحسك وتلاعبك بالدول، فانك خدمت صاحب بعلبك طبيبا فحنته، واتفقت مع غلمانه على قتله حتى قتل؛ ثم انتقلت الى خدمة الملك الحافظ الدى عرفت به، فباطنت عليه الملك الناصر صاحب الشام حتى اخرجته من قلعه جعبر، ثم صرت الى خدمه الملك الناصر، ففعل معك ما لم تسم اطماعك اليه من كل خير، فحنته معى حتى اخرجت دياره وجرا (١٨) عليه ما جرا؛ ثم انقلبت الى خدمتنا فاحسنت اليك احسانا لم يخطر ببالك قط، فشرعت تكافينى (١٩)


(٢) منكى: منك
(٣) تقدرى: تقدرين--ونعطيكى: ونعطيك--احببتى: أحببت
(٤) واتيتا: وأتتا
(٥) وبضا: وأبضأ
(٧) فاعترفا: فاعترفتا--يفعلوه: يفعلونه
(٨) واعترفا: واعترفتا
(١٠) قتلا: قتلى
(١٣) يلود: يلوذ
(١٨) جرا: جرى
(١٩) تكافينى: تكافئنى