للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونفذ المثقل الى الديار المصريه صحبه الامير شمس الدين الفارقانى، وتوجه الى الكرك، ونزل بركه زيزا. فركب ليتصيّد، فتقنطر انكسر فخده (٢). فاقام هنالك يلاطف نفسه حتى قارب الصحه. فركب فى محفه، وسار الى غزه، ثم (١٠٩) توجه الى القاهره، وقد منّ الله تعالى على الاسلام بعافيته. وزينت القاهره، وشق فيها وهو راكب جواده.

وفيها انشا السلطان الملك الظاهر صلاه الجمعه والخطبه بجامع الازهر، وكانت قد انقطعت منه من ايام الحاكم الفاطمى. وكان الجامع المدكور قد عاد من جمله المساجد التى يقام فيها الصلوات الخمس، وكان قد تشعّث تشعيثا كثيرا. فلما عمّر الامير عز الدين الحلى داره بجواره، رمم تشعيثه.

وجامع الازهر المدكور هو اول بيت وضع للناس بالقاهرة. واقيمت الجمعه فيه بعد امتناع جماعه من العلما من دلك. ثم حصل الاتفاق، واقيمت الجمعه فيه ثامن عشر شهر ربيع الاخر سنه خمس وستين وستمايه. وهدا الجامع بناه القايد جوهر المقدم دكره بانى القاهره. وكان بناه فى سنه ستين وثلثمايه، وانتهى واقيمت فيه الصلاه يوم الجمعه اول جمعه فى شهر رمضان سنه احدى وستين وثلثمايه، وكانت بناية القاهره المحروسه فى سنه ثمان وخمسين وثلثمايه حسبما (١٥) سقناه من دكر دلك. ثم ان العزيز ابن المعزّ الفاطمى جدّد بهدا الجامع اشياء، وجدّد له اوقاف (١٦) كثيره. ويقال ان به طلسم لا يسكنه عصفور ولا يفرخ فيه.

ولما كان فى سنه ثمان وسبعين وثلثمايه، سأل الوزير ابو الفرج يعقوب ابن (١٨) كلّس المقدم دكره فى هدا التاريخ-وهو الوزير الدى عرفت به حاره الوزيريه بالقاهره


(٢) فخده: فخذه
(١٥) حسبما. . . دلك: انظر ابن الدوادارى ج‍ ٦، نشر المنجد (القاهرة ١٩٦١)، ص ١٢٠ - ١٢٣،١٣٩ - ١٤٧ - -ابن: بن
(١٦) اوقاف: أوقافا
(١٨) ابن: بن