للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحروسه-وتحدث مع العزيز فى صلة رزقة لجماعه من الفقهاء. فاطلق لكل منهم كفايته، واشترا (٢) لهم دارا الى جانب الجامع. وادا كان يوم الجمعه حضروا الجامع، وذكروا فيه الدرس. وكان شيخهم ابو يعقوب، وكان عده فقاه (٣) نيف وثلثين فقيها.

وعلت منار الجامع فى ايام القاضى صدر الدين، وكان فيه تنورين (٤) فضه، (١١٠) وسبعه وعشرين قنديل (٥) فضه. وكانت له اوقاف كثيره: ومن جملتها جزوا بدار الضرب بمصر، وجزوا (٦) بدار الحرق الجديده بمصر. وكان متحصل وقفه الف دينار وسبع مايه وستون دينار (٧). فلما احترقت مصر فى سنه اربع وستين وخمس مايه تغيّرت هده المعالم وجهلت. وكان هدا الجامع الازهر فى اول انشايه بنى قصيرا، فزيد فيه دراع (٩). واستمرت الخطبه فيه حتى بنى جامع الحاكم المقدم دكر تاريخ انشايه فى سنه ثلاث واربع مايه (١٠)، فانقطعت الخطبه من الجامع الازهر، واستمرت فى [جامع] الحاكم الى هده السنه.

وقرات فى سيرة الحاكم المدكور يقول: فى يوم الجمعه التاسع من رمضان المعظم سنه تسع وتسعين وثلثمايه اقيمت الجمعه بالجامع الحاكمى الجديد الدى خارج باب الطايبيه (١٣) مما يلى باب الفتوح. وكان الامام الحاكم يخطب فيه جمعه، وفى جامع ابن طولون جمعه، وفى جامع مصر جمعه، وابطل (١٥) الخطبه من جامع الازهر المدكور. وكان هدا الجامع الحاكمى برا (١٦)، خارجا عن عين القاهره. فجدد بعد دلك باب الفتوح، وعلى البدنه مكتوب


(٢) واشترا: واشترى--دار: دارا
(٣) فقاه: كذا بالأصل، والمقصود به «فقهائه» --نيف: نيفا
(٤) تنورين: تنوران
(٥) وعشرين قنديل: وعشرون قنديلا--جزوا: جزء
(٦) وجزوا: وجزء--الحرق: الحزف، م ف
(٧) وستون دينار: وستين دينارا
(٩) دراع: ذراعا
(١٠) ثلاثو اربع مايه: ثلاث وأربع مائة
(١٣) الطايبيه: الطابية، انظر ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر (مخطوطة مكتبة الفاتح باستانبول، رقم ٤٣٦٧) ق ٩٥ ب؛ تحقيق عبد العزيز الخويطر، رسالة دكتوراه لندن ١٩٦٠، ص ١٠٩٧
(١٥) ابطل: أبطلت
(١٦) برا. . . القاهرة: فى ابن عبد الظاهر «خارج القاهرة»