للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورما (١) بها فى سهم، يقول: «انا اسلم اليكم المدينه». فتقرر دلك بينهم. وكان الملك الكبير الدى للفرنج الراجع امورهم اليه يسمى كندفرى، فحضر ميمون اليه فقال: «اذا فتح الملك هده المدينه لمن تكون؟» فقال: «كل ملك من الملوك يحاصرها يوما، ومن فتحها فى يومه، كانت له». فتمت الحيله لميمون. فلما كان يومه عمل السلالم، وسلمها له من كان متفقا معه-مع صرصر-فملكها. وكان النايب بها يوميد احمد بن مروان، فطلب الامان فامنوه ووفوا له، فخرج وتوفى فى الطريق حسبما دكرناه.

ثم اجتمعت عساكر الشام، ومقدمهم يوميد ظهير الدين طغتكين، وصاحب حمص يوم ذاك جناح الدوله حسين، وكدلك ابن بغا (٩) صاحب الموصل يوميد، واتوا يد واحده الى انطاكيه. وكان الفرنج على تل خارج عن انطاكيه، فسالوا المسلمين الامان فلم يجيبوهم. فلما ياسوا (١١)، حملوا حمله واحده، فانكسر المسلمين من غير قتال. واستمر ميمون بانطاكيه الى ان اتاه الملك دانشمند (١٢)، فاسره وقتل اكثر عساكره، ودلك فى سنه ثلث وتسعين واربع مايه، فاشترا (١٣) نفسه بمايه الف دينار. واستخلف دانشمند على انطاكيه الملك طنكرى، فاستمر مالكا لانطاكيه واعمالها حتى هلك فى شهر ربيع الاخر سنه خمسين وخمس مايه (١٥).

ثم ملكها بعده روجار (١٦)، وكان ولى عهد طنكرى، وهو الدى قدم بيت المقدس فى ملك بغدوين. وكان هدا بغدوين شيخا كبيرا وروجار شابّا حسنا، فاجتمعا


(١) ورما: ورمى
(٩) ابن بغا: فى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١١٦ ب، تحقيق الخويطر ص ١١٣٦، «كربغا» --يد: يدا
(١١) ياسوا: يئسوا--المسلمين: المسلمون
(١٢) دانشمند: فى الأصل «دانشمند»
(١٣) فاشترا: فاشترى
(١٥) فى شهر ربيع الآخر سنة خمسين وخمس مايه: فى ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر، ق ١١٧ آ، تحقيق الخويطر ص ١١٣٦ «فى ثانى عشر ربيع الأول سنة ست وخمسين وخمسماية»
(١٦) روجار: فى الأصل «زوجار»